• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

رياح الرحمة ورياح العذاب

رياح الرحمة ورياح العذاب :

عن ابي جعفر عليه السلام قال : ان لله تعالى رياح رحمة ورياح عذاب ، فان شاء الله ان يجعل العذاب من الرياح رحمة فعل ، قال : ولن يجعل من الرحمة من الريح عذابا ، قال : وذلك انه لم يرحم قوما قط اطاعوه وكانت طاعتهم اياه وبالا عليهم الا من بعد تحولهم من طاعته.
قال : وكذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله بعدما قد كان قدر عليهم العذاب وقضاه ، ثم تداركهم برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة فصرفه عنهم وقد انزله عليهم وغشيهم ، وذلك لما آمنوا به وتضرعوا اليه.
قال : واما الريح العقيم فانها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الارحام ولا شيئا من النبات ، وهي ريح تخرج من تحت الارضين السبع ، وما خرجت منها ريح قط الا على قوم عاد. (1)
وروي عن الامام ابي جعفر عليه السلام انه قال : ان لله جنودا من الرياح يعذب بها من يشاء ممن عصاه ، ولكل ريح منها ملك موكل بها ، فاذا اراد الله ان يعذب قوما بنوع من العذاب اوحى الى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد ان يعذبهم بها ، قال : فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب.
قال : ولكل ريح منهن اسم ، اما تسمع قوله تعالى : « كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر ، انا ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر » وقال تعالى : « الريح العقيم » (2) وقال : « ريح فيها عذاب اليم » وقال : « واصابها اعصار فيه نار فاحترقت » وماذكر من الرياح التي يعذب الله بها من عصاه ؛ الخبر. (3)
ان الله عزوجل رؤوف رحيم بعباده المخلصين ، ولا يسلط عليهم العذاب الا من بعد ان يبعث لهم رسولا يدعوهم الى عبادته واطاعة اوامره والنهي عن المحرمات والسير على سراطه المستقيم ، واذا عصوا الله وتمادوا وازدادوا في عصيانهم ، يرسل عليهم العذاب ، وقال تعالى « وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا » (4) ، والعذاب الذي يسلطه على عباده العاصين والمذنبين يختلف حسب ما يراه سبحانه وتعالى مناسبا وصالحا لتلك الامة ولؤلائك القوم ، مرة يبعث عليهم الزلزال ، واخرى الفيضان ، واخرى الدم والضفادع ، ومرة اخرى الريح على انواعها ، ومرة اخرى يسلط بعضهم على بعض ، والى غير ذلك.
اعاذنا الله واياكم من عذابه وغضبه ورحمنا برحمته.
وكذلك لله تعالى رياح رحمة لواقح ينشرها بين يدي رحمته ، منها يهيج بها السحاب للمطر ، ومنها تعصر السحاب فتمطره باذن الله ، ومنها لواقح تلقح الاشجار وينمو الثمر ، والى غير ذلك.
________________________________________
1 ـ البحار : ج 11 ص 352 عن الروضة : ص 92.
2 ـ الريح العقيم : لا تلقح الشجر ولا تنبت النبات.
3 ـ نفس المصدر ص 354.
4 ـ الاسراء : 15.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page