• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حقيقة التشيّع ومنشؤه 7

 

حقيقة التشيّع ومنشؤه 7

عقائد الشيعة

أولاً: التوحيد، ويعني أنّ الله واحد لا شريك له ولا ند، وأنه واجب الوجود لذاته، لم يلد ولم يولد، منزّه عن الافات والنقصان ، غيرمحدود بمكان ولا زمان، وأنه ليس كمثله شيء فهو منزّه عن الجسميّة والحدوث، لا تدركه الابصار في الدنيا والاخرة، وأنّ جميع صفاته الذاتية من حياة وقدرة وعلم وإرادة وغير ذلك هي عين ذاته.

ثانياً: العدل، قد لخّص الشيخ المفيد هذا الاصل بقوله: إنّ الله عدل كريم خلق الخلق لعبادته، وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته، وعمّهم بهدايته، بدأه بالنعم والتفضّل عليهم بالاحسان، لم يكلّف أحداً دون الطاقة، ولم يأمره إلاّ بما جعل له عليه الاستطاعة، لا عبث في صنعه ولا تفاوت في خلقه، ولا قبيح في فعله، جلّ عن مشاركة عباده في الاعمال، لا يعذّب أحداً إلاّ على ذنب فعله، ولا يلوم عبداً إلاّ على قبيح صنعه (لا يظلم مثقال ذرة فإن تكن حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه أجراً عظيماً)([147]).

هذا في الوقت الذي تقول معظم الفرق الاسلامية الاُخرى، بأنّ الله قد يعذّب المحسن دون ذنب جناه، وينعم على المسيء ويدخله الجنة، وفي هذا ما فيه من نسبة الظلم إليه، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً، ووافق المعتزلة الشيعة في هذا الشأن، لذا أطلق عليهما مصطلح العدلية.

ثالثاً: النبوة، وهي أنّ إرسال الانبياء الى الخلق مبشرين ومنذرين واجب، وأن الله قد أرسل أنبياءه منذ خلق آدم، وختمهم بسيّدهم وأفضلهم سيد الخلق أجمعين، محمد بن عبدالله(ص)وبه ختمت النبوة، وأنّ شريعته خالدة الى يوم القيامة، وهو معصوم عن الخطأ والنسيان وارتكاب المعاصي والرذائل قبل البعثة وبعدها ، وأ

نّه لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى، وأنّه قد أدّى رسالته كاملة، وبيّن للمسلمين حدود شريعتهم، وأنّ القرآن الذي اُنزل عليه غير قديم ـ لان القديم هو الله تعالى وحده ـ وأنّ الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو مصون من التحريف.

رابعاً: الامامة، ويعتقد الامامية بأنّ الامامة لطف من الله لا ينبغي للنبيّ(ص) أن يغفل عنه، وأنّ نبيّنا(ص) قد أقام علي بن أبي طالب في غدير خمّ، ونصبه إماماً ودعا الى التمسك به واتّباعه في أحاديث كثيرة، كما دعا الى التمسك بالائمة من أهل بيته(ع).

خامساً: المعاد، وهو أن الخلائق كلّها تبعث يوم القيامة ، ليجازي الله كلاً منهم على عمله، فمن أحسن فجزاؤه الحسنى، ومن أساء عاقبه الله، وأنّ الشفاعة حقّ وأنّها لاهل الكبائر من المسلمين، وأنّ الكفار والمشركين مخلّدون في النار.

هذه هي اُصول عقائد الشيعة الاثني عشرية باختصار شديد([148])، أوردناها ردّاً على الذين يدّعون على الشيعة ما ليس فيهم، كقولهم بالتجسيم وغير ذلك بهدف التشنيع عليهم ليس إلاّ.

الخطوط المنحرفة:

لقد أدّت الظروف التي نشأت بعد وفاة النبيّ(ص) ـ من استيلاء خطّ الاجتهاد على مجريات الاُمور ـ الى تحوّل الشيعة الى خطّ معارض للسلطة خصوصاً بعد استيلاء الاُمويين على مقاليدها، ومن ثم تبعهم العباسيون وغيرهم ممّن أخذوا على عاتقهم مهمة التصدي لمناوءة التشيّع الاصيل بمختلف الوسائل بهدف القضاء عليه، ولما تبيّن أنّ ذلك ليس بالامر الميسور، وبعد فشل جميع ممارسات القمع والتنكيل للقضاء على الشيّع، لجأت هذه السلطات الى مختلف الوسائل لتشويه صورة التشيّع في أذهان المسلمين بعد عجزهم عن القضاء عليه فعليّاً، فكان من تلك الاساليب إدخال عناصر مشبوهة في صفوف الشيعة لتتولى هذه العناصر بثّ الافكار المسمومة في صفوف البسطاء منهم بهدف اعطاء انطباع مؤداه أنّ التشيع يتبنّى هذه الافكار المنحرفة فيتحقق الهدف وهو تنفير الناس منه، وبالتالي اضعاف شوكته وتسهيل القضاء عليه، أو على الاقل تحجيمه ومنع انتشاره والحيلولة دون تحوّله الى قوّة تهدد كيان السلطة.

ومن هنا ظهرت فرق أو شراذم من المنحرفين القائلين ببعض الاراء الفاسدة التي لا تمتّ الى الاسلام بصلة، مع زعم الانتساب الى أهل البيت(ع)لاضفاء طابع الشرعية على أفكارهم وحركاتهم وترويجها في صفوف العوام والجهال، وقد حقّقت الكثير من تلك الشراذم بعض الاهداف الموكلة إليها في جرف البعض في ذلك التيار، ممّا دعا أئمة أهل البيت(ع)الى التصدي بحزم لتلك الاتجاهات وفضحها وتحذير الناس منها، حتى أصبحت مسيرة التشيع تستمر في خطّها الاصيل الواضح المعالم رغم محاولات الدس والتشويه التي تعرضت لها، ولكن جهود اُولئك المنحرفين قد أثمرت نسبياً بسبب توفر بعض الظروف، ومن أهمّها دعم السلطات لها سرّاً بهدف تمزيق صفوف الشيعة، فظهرت فرق مخالفة لخط التشيّع الاصيل بدرجات متفاوتة، إضافة الى ظهور أفراد أو شراذم من الغلاة حاولت الاساءة الى التشيّع مدفوعة باغراض مختلفة سنحاول بسطها باختصار فيما بعد من خلال استعراض بعض آراء الائمة(ع)من أهل البيت في اُولئك الغلاة.

وقد عرفت أن التمسّك بالائمة الاثني عشر(ع)هو التعبير العملي للالتزام الحرفي بالنص النبوي في أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

فهو الذي يمثّل الاستمرار على خطّ النصّ وعدم الخروج عنه الى خط الاجتهاد.

غير أنّ البعض منهم لم يبق ثابتاً على ذلك فاتّجه الى من سواهم في وسط الطريق كالزيدية والاسماعيلية الذين يشتركون مع الاثني عشرية في جملة من المعتقدات ثم يفترقون عنهم في جملة اُخرى.

وإليك ملخّصاً من عقائدهم:

1 ـ الزيـديــة: وهم القائلون بأفضيلة عليّ بن أبي طالب(ع) على كافة الصحابة، ولكن مع الاعتراف بصحة خلافة الشيخين أبي بكر وعمر، وجواز تقدم المفضول على الفاضل، وأنّ الامامة من بعد الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) هي في كلّ رجل من ولد فاطمة عالم زاهد شجاع يخرج بالسيف.

ومن تفرّعات الزيدية: (الجارودية) الذين قالوا بتفضيل علي(ع) ولم يروا مقامه يجوز لاحد سواه، وزعموا أنّ من دفع عليّاً عن هذا المكان فهو كافر، وأن الاُمة كفرت وضلّت في تركها بيعته، وجعلوا الامامة بعده في الحسن بن علي(ع)، ثمّ في الحسين(ع)، ثم هي شورى بين أولادهما، فمن خرج منهم مستحقاً للامامة فهو الامام([149]).

والملاحظ أنّ عقيدة الزيدية قريبة من التشيّع بالمعنى العام الذي تميزّت به المعتزلة البغدادية وبعض البصريين منهم. كما مرّ فيما سبق.

2 ـ الاسماعيلية: وهؤلاء ساقوا الامامة بعد الامام جعفر الصادق(ع) الى ابنه إسماعيل الذي توفي في حياة أبيه، ولكن هؤلاء ادّعوا أنّ إسماعيل لم يمت و لا يموت حتى يملك الارض.

ومن عقائدهم أنّ للقرآن ظاهراً وباطناً، فالسموات السبع والارضون السبع إشارة الى الائمة السبعة، وقد جاء في كتاب قواعد عقائد آل محمد أنّ للشرائع باطناً لا يعرفه إلاّ الامام ومن ينوب منابه، وكذلك كلّ ما ورد في الحشر والنشر وغيرها، فكلّها أمثلة ورموز الى بواطن، فمعنى الغسل تحديد العهد عليه، ومعنى الجماع مما لا عهد له في الباطن.. والصلاة الدعاء الى الامام، والزكاة بعث العلوم لمن يتزكّى لها ويستحقها، والصوم كتمان العلم عن أهل الظاهر، والحج طلب العلم، والكعبة النبيّ، والباب عليّ، والصفا النبيّ، والمروة عليّ، والميقات الامام، والتلبية إجابة الداعي الى باطنهم، والطواف بالبيت سبعاً هو الطواف بمحمّد الى تمام الائمة السبعة... الى غيرها من العقائد الغريبة([150]).

ويمكننا أن نلاحظ أنّ هذه الفرق لا تعبّر عن التشيّع الذي أسّسه النبي(ص) وامتدّ الى يومنا هذا والذي حملت رسالته وهمومه الشيعة الاثني عشرية.

الغلوُّ والغلاة

لقد كان الباعث لكتابة هذا المبحث ـ رغم انقراض معظم الغلاة وفرقهم ـ هو الخلط الذي وقع فيه الباحثون قديماً وحديثاً بينهم وبين الشيعة الاثني عشرية ـ اما عمداً أو جهلاً ـ فنسبوا الكثير من عقائد الغلاة للشيعة عموماً، وقد اتّخذ البعض من لفظة (الرافضة) ستاراً للتعتيم عند الكلام عن الشيعة والطعن فيهم، فهم يجمعون بين عقائد مختلف الفرق الغالية وبين عقائد غيرهم تحت اسم الرافضة أو الروافض.

إنّ ابن تيمية ـ مثلاً ـ ذكر الكثير من العقائد الفاسدة والاُمور الغريبة ونسبها الى الرافضة بشكل عام بحيث يوحي للقارئ أنّ هذه هي عقائد الشيعة عامة، ولكنّه بعد أن يستغرق عدة صفحات في ذلك يعود الى القول: وممّا ينبغي ان يُعرف أنّ ما يوجد في جنس الشيعة من الاقوال والافعال المذمومة، وإن كان أضعاف ما ذُكر، لكن قد لا يكون هذا كلّه في الامامية الاثني عشرية ولا في الزيدية، ولكن يكون كثير منه في الغالية وفي كثير من عوامّهم([151]).

إنّ المشكلة تتلخص في أنّ الكثير من اُولئك المنحرفين والغلاة كانوا يدّعون موالاة أهل البيت(ع)، وبما أنّ مصدر معظم تلك الفرق والحركات كانت مدينة الكوفةوالتي كانت نقطة احتكاك مع كثير من أصحاب العقائد الموروثة من قبل أهل البلاد الاصليين كالمانوية والثنوية التي نشأت في كنف المجوسية، اضافة الى عقائد الحلول والاتحاد والتناسخ التي جاءت من ديانات الهند وغيرها من البلاد المتاخمة لها، فكان انتشار هذه العقائد يجد مجالاً بين البسطاء والمنحرفين خلقياً.

ونظراً لما كان يتمتع به أهل البيت(ع)من مكانة مرموقة في نفوس المسلمين عامة وشيعتهم من أهل الكوفة خاصة، فقد ادّعى اُولئك الغلاة الانتساب الى أهل البيت(ع) وأدّعوا أنّهم من شيعتهم لكي يستميلوا قلوب الناس إليهم فيسهل عليهم ترويج عقائدهم.

وقد نبّه أئمّة أهل البيت(ع) الى تلك الخطط وحذّروا شيعتهم والمسلمين عامة من مكائد الغلاة كما مرّ ويأتي.

إنّ المشكلة في الغلو هي عدم تحديد مفهومه أحياناً بشكل واضح ممّا يؤدي الى الخلط طبعاً. لذا فإنّ الامر يحتاج الى بعض التوضيح.

فالغلوّ في اللغة: هو الخروج عن القصد وتجاوز الحد، وبهذا يكون كلّ خروج عن الاعتدال غُلوّاً.

قال ابن منظور: غلا في الدين والامر، يغلو غلوّاً: جاوز حدّه.

وفي التنزيل: لا تغلو في دينكم... وقال بعضهم: غلوت في الامر غلواً وغلانية وغلانياً: إذا جاوزت فيه الحدّ وأفرطت فيه([152])...

أمّا اصطلاحاً فلم نجد تعريفاً جامعاً للغلوّ، ولكن يمكننا أن نستنتج ممّا وجدناه من أقوال العلماء في مصاديق الغلو أنّه: الخروج عن القصد في الاعتقاد بأشخاص ورفعهم فوق مراتبهم بما ليس فيهم.

فالغلوّ قد يتدرج من المبالغة في الفضائل وينتهي الى رفع الاشخاص الى مرتبة النبوّة والاُلوهيّة. ويمكننا أن نعتبر المبالغة في الفضائل نوعاً من الغلوّ، فكتب الحديث مشحونة بفضائل مفتعلة لبعض الصحابة، وضعت أيام بني اُمية بهدف طمس فضائل علي(ع) والحطّ من مكانة بني هاشم ـ كما اعترف بذلك بعض ثقاة حفاظ الجمهور كالمدائني ونفطويه ـ كموافقات عمر بن الخطاب مثلاً، وكقولهم أنّ الله يتجلّى للناس عامة ولابي بكر خاصة; واستحياء الملائكة من عثمان فضلاً عن مثل فضائل عائشة اُم المؤمنين وطلحة والزبير، ممن حارب علياً(ع) وهو الامام المفترض الطاعة بالاجماع.

وهكذا غلوّ بعض المتصوفة في شيوخهم وادّعائهم اُموراً شنيعة فيهم ورفعهم فوق مراتب الانبياء أحياناً، وما وضعه بعض أتباع أرباب المذاهب الاربعة في فضائل أئمّة مذاهبهم والغلوّ فيهم الى حدّ الشطط. كما وأنّ فرقة الروندية قد غلت في بني العباس الى حدّ الكفر، حيث ادّعت هذه الفرقة أنّ أبا هاشم أوصى الى محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب، لانّه مات عنده بأرض الشراة في بلاد الشام، وأنه دفع إليه الوصية عن طريق أبيه علي بن عبدالله، لان علياً كان لا يزال صغيراً، فهو الامام وهو الله عزّ وجلّ، وهو العالم بكلّ شيء، فمن عرفه فليصنع ما شاء! ثم إنّ محمد بن علي أوصى الى ابنه إبراهيم بن محمد الملقب بالامام، وهو أول من عُقدت له الامامة من ولد العباس، وإليه دعا أبو مسلم الخراساني، ثم أوصى إبراهيم الى أخيه أبي العباس عبدالله بن محمد الملقّب بالسفاح، وهو أول الخلفاء العباسيين، وهو بدوره أوصى الى أخيه أبي جعفر عبدالله بن محمد الملقب بالمنصور الذي أوصى بدوره الى ابنه المهدي محمد بن عبدالله الذي غيّر الوصية بعد تولّيه الخلافة وأنكر أن تكون الوصية من النبيّ(ص) الى محمد ابن الحنفية، بل ادّعى أنّ النبيّ(ص) أوصى الى العباس بن عبدالمطلب وقال: إنّ العباس كان عمه ووارثه وأولى الناس به، وأنّ أبابكر وعمر وعثمان وعليّاً وكلّ من دخل في الخلافة بعد النبيّ(ص) غاصبون متوثّبون عليها! فأجابوه الى ذلك، فعقد الامامة للعباس بعد رسول الله(ص) ثم لعبدالله بن العباس، ثم لابنه علي بن عبدالله، ثم لابراهيم بن محمد الامام، ثم لاخيه عبدالله، ثم لاخيه أبي العباس، ثم لاخيه أبي جعفر المنصور، وهكذا...

وقالت الروندية ـ نسبة الى عبدالله الروندي ـ : انّ الامام عالم بكلّ شيء، وهو الله عزّ وجل، وهو يحيي ويميت، وأنّ أبا مسلم الخراساني نبيّ مرسل يعلم الغيب، أرسله أبوجعفر المنصور وانّ المنصور هو الله، وانّه يعلم سرّهم ونجواهم، وأعلنوا دعوتهم ودعوا إليها، فلما بلغ المنصور ذلك عنهم أخذ منهم جماعة فأقرّوا بذلك،

فاستتابهم وأمرهم بالرجوع عن قولهم ذلك، فقالوا: المنصور ربّنا، وهو يقتلنا شهداء كما قتل أنبياءه ورسله على يدي من يشاء من خلقه، وأمات بعضهم بالهدم والغرق، وسلّط على بعضهم السباع، وقبض أرواح بعضهم فجأة أو بالعلل كيفما يشاء، وذلك له، يفعل ما يشاء بخلقه، لا يُسأل عما يفعل([153]).

والغلوّ موجود بين أهل الاديان السابقة للاسلام، فاليهود ادّعوا الاُلوهية في عزير الذي تقول بعض الروايات أنّه الذي ذكره القرآن في قوله تعالى: (أو كالذي مرّ على قرية وهي خاويةٌ على عُروشِها قال أنّى يُحيي هذه الله بعدَ مَوتِها فأماته الله مائة عام ثم بعثه)([154]).

ونقل الكتاب العزيز مقالتهم الشنيعة: (وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله...)([155])، وذلك لانّ عزيراً كما تقول الروايات قد ظهرت

فيه هذه المعجزة التي جعلت اليهود يعتقدون فيه الاُلوهية

أو جزءاً منها.

وما حدث عند اليهود حدث مثله عند النصارى، إذ غلوا في نبيّهم عيسى وادعوا فيه الاُلوهية، فذكرهم الكتاب العزيز في نفس الاية السابقة بعد ذكر اليهود، فقال عزّ من قائل: (وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النّصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يُضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون)([156]).

لهذا جاء ذمّ القرآن الكريم لهم وزجرهم عن تلك المقولات الباطلة، فقال عزّ من قائل: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلاّ الحق)([157]).

فليس من المستبعد إذاً أن يكون الغلو قد دخل على المسلمين بسبب احتكاكهم بأهل الكتاب مثلما ظهرت المقولات الفاسدة الاُخرى نتيجة للاحتكاك بالاقوام التي كانت تدين بديانات كالمجوسية وغيرها، فضلاً عن أنّ بعض أهل الكتاب ـ وبعضهم كان ممّن تظاهر باعتناق الاسلام ـ قد عملوا على بثّ الغلو في عقائد ضعفاء المسلمين كيداً بهم ورغبة في تدمير الاسلام من الداخل.

فالغلوّ لم تسلم منه فرق المسلمين، وأنّ اتباع هذه الفرق من العلماء وغيرهم قد اغرقوا في مدح رؤسائها الى أن خرجوا به عن طريق المعقول وتجاوزوا فيه حدود المنطق([158]).

فكما أن الديانات السابقة على الاسلام لم تسلم من الغلو بمختلف مظاهره ومصاديقه، كذلك لم تسلم منه فرق المسلمين، إلاّ أن المؤرخين للفرق والباحثين فيها قلّما ينسبون الغلو الى احدى فرق الاسلام باستثناء الشيعة تمشياً مع الخط الذي رسمته الحكومات المعادية لمذهب أهل البيت(ع) منذ قرون متطاولة ، رغم أننا ذكرنا باختصار عقائد الشيعة الامامية الاثني عشرية وبيّـنّا أنّ التوحيد وتنزيه الربِّ تعالى هو من صلب عقيدتهم، وسوف نستعرض أقوال بعض علماء الشيعة الاثني عشرية القدماء والمعاصرين حول الغلو، ليتبين موقف الاثني عشرية منه ورأيهم في الغلاة.

قال الشيخ المفيد: والغلاة من المتظاهرين بالاسلام، هم الذين نسبوا أمير المؤمنين والائمة من ذريته الى الالهية والنبوة ووصفوهم بالفضل في الدين والدنيا الى ما تجاوزوا فيه الحد وخرجوا من القصد، وهم ضلاّل كفار حكم فيهم أمير المؤمنين بالقتل والتحريق بالنار، وقضت الائمة عليهم بالاكفار والخروج عن الاسلام([159]).

وقال الشيخ الصدوق: اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنّهم كفّار بالله ـ جلّ جلاله ـ وأنّهم شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية، ومن جميع أهل البدع والاهواء المضلّة([160]).

وقال المحقق الحلي: وأما الغلاة، فخارجون عن الاسلام

وإن انتحلوه([161]).

وقال النراقي: لا ينبغي الريب في نجاسة الغلاة، وهم القائلون باُلوهية عليّ أو أحد من الناس([162]).

وقال أيضاً: وكذا لا تجوز الصلاة على النواصب والخوارج والغلاة، وإن كانوا من المنتحلين للاسلام بالاجماع([163]).

وقال الشيخ الجواهري: أما الغلاة والخوارج والنواصب وغيرهم ممن عُلم منهم الانكار لضروريات الدين، فلا يرثون المسلمين قولاً واحداً([164]).

وقال الاقا رضا الهمداني: بقي الكلام في بعض الفرق المحكوم بكفرهم منهم: الغلاة، ولا شبهة في كفرهم بناء على تفسيرهم بمن يعتقد ربوبية أميرالمؤمنين(ع) أو غيره من الخلق([165]).

وقال السيد محمد رضا الگلپايگاني: مسألة 748: يشترط في الذابح أن يكون مسلماً أو بحكمه كالمتولد منه، فلا تحلّ ذبيحة الكافر مشركاً كان أم غيره، حتى الكتابي على الاقوى، ولا يشترط فيه الايمان، فتحل ذبيحة جميع فرق الاسلام عدا النواصب المحكوم بكفرهم، وهم المعلنون بعداوة أهل البيت(ع) وإن أظهروا الاسلام، وكذا غيرهم من المنتحلين للاسلام المحكوم بكفرهم، مثل الغلاة والخوارج([166]).

فمن هنا يتبيّن أنّ علماء الشيعة يحكمون بكفر الغلاة ونجاستهم ويرتّبون على ذلك أحكاماً فقهيّة تقضي بنجاسة الغلاة وعدم استحلال ذبائحهم ومنع توريثهم.

أما علماء الجرح والتعديل من الشيعة: فموقفهم من الغلاة في غاية الوضوح، فمنهم:

1 ـ عبدالله بن سبأ:

قال الكشي في ترجمته: كان يدّعي النبوة، وأنّ علياً(ع)هوالله، فاستتابه ثلاثة أيام فلم يرجع فأحرقه بالنار في جملة سبعين رجلاً، ادعوا فيه ذلك([167]).

وقال فيه الشيخ الطوسي وابن داود : عبدالله بن سبأ الذي رجع الى الكفر وأظهر الغلوّ([168]).

وقال فيه العلامة الحلّي: غال ملعون حرّقه أمير المؤمنين (ع)بالنار، كان يزعم أنّ عليّاً (ع)إله، وأ

نّه نبيّ، لعنه الله([169]).

وأخرج الكشّي عن أبان بن عثمان، قال: سمعت أبا عبدالله ـ يعني الامام الصادق (ع) ـ يقول: لعن الله عبدالله بن سبأ، إنّه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين(ع) ! وكان والله أمير المؤمنين(ع) عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وإنّ قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ الى الله منهم، نبرأ الى الله منهم([170]).

وروى الكشّي عن عبدالله، قال: قال أبو عبدالله(ع): «إنّا أهل بيت صدّيقون ، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله(ص) أصدق الناس لهجة وأصدق البرية كلّها،وكان مسيلمة يكذب عليه.

وكان أمير المؤمنين (ع) أصدق من برأ الله بعد الرسول، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفتري على الله الكذب:

عبدالله بن سبأ»([171]).

2 ـ وفي بحار الانوار زيادة على ما تقدم: وكان أبو عبدالله الحسين بن علي(ع) قد اُبتلي بالمختار، ثم ذكر أبو عبدالله(ع)الحارث الشامي وبناناً، فقال: كانا يكذبان على عليّ بن الحسين(ع)، ثم ذكر المغيرة بن سعيد، وبزيعاً، والسري، وأبا الخطاب، ومعمراً، وبشار الشعيري، وحمزة الترمذي، وصائد النّهدي، فقال: لعنهم الله، إنّا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤونة كلّ كذاب وأذاقهم حرّ الحديد»([172]).

موقف الائمة الابرار وشيعتهم من الغلاة

لقد أخبر النبيّ الكريم(ص) أصحابه بما سيكون في اُمته من الفتن، وكان من بين الاُمور التي أسرّها الى وصيّه عليّ بن أبي طالب(ع): أنّ قوماً ينتحلون محبته سيغلون فيه غلوّاً يخرجهم من ملّة الاسلام ويدخلهم في ملّة الكفر والشرك، فعن أحمد بن شادان بإسناده الى الامام الصادق(ع) عن آبائه عن علي(ع)، قال: «قال رسول الله(ص) : يا عليّ، مثلك في اُمتي مثل المسيح عيسى بن مريم، افترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنة، وهم الحواريون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الايمان، وإن اُمتي ستفترق فيك ثلاث فرق: ففرقة شيعتك وهم المؤمنون، وفرقة عدوّك وهم الشاكّون، وفرقة تغلو فيك وهم الجاحدون، وأنت في الجنة يا علي وشيعتك ومحبّ شيعتك ، وعدوك والغالي في النار»([173]).

موقف أمير المؤمنين علي(ع) من الغلاة

لقد تصدّى أمير المؤمنين(ع) للغلاة ولعنهم وعاقبهم بشدّة وتبرّأ منهم، فعن ابن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين(ع) : «اللهمّ إنّي بريء من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى، اللهمّ اخذلهم أبداً ولا تنصر منهم أحداً»([174]).

وقال(ع): «إيّاكم والغلوّ فينا، قولوا إنّا عبيد مربوبون، وقولوا في فضلنا ما شئتم»([175]).

وعن أبي عبدالله (ع) قال: جاء رجل من الاحبار الى أمير المؤمنين(ع) فقال: يا أمير المؤمنين ، متى كان ربّك؟ فقال له(ع): ثكلتك اُمّك ، ومتى لم يكن حتى يقال متى كان! كان ربّي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية.

فقال: يا أمير المؤمنين، أفنبيّ أنت؟

قال: ويلك إنّما أنا عبد من عبيد محمد(ص)»([176]).

وقال(ع): «إنّما الوقوف علينا في الحلال والحرام، فأما النبوّة فلا»([177]).

موقف الامام زين العابدين(ع) من الغلاة

قال (ع): لعن الله من كذب علينا، إنّي ذكرت عبدالله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادّعى أمراً عظيماً، ما له لعنه الله؟! كان عليٌّ واللهِ عبداً صالحاً أخا رسول الله(ص) ، ما نال الكرامة من الله إلاّ بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله(ص) الكرامة من الله إلاّ بطاعته.

وقد أخبر(ع) أبا خالد الكابلي بما سيقع في الاُمة من الغلو كما وقع عند اليهود والنصارى، فقال له: «إنّ اليهود أحبّوا عزيراً حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبّوا عيسى حتى قالوا فيه ماقالوا، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى، وإنّا على سنّة من ذلك، إنّ قوماً من شيعتنا سيحبّونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير، وما قالت النصارى في عيسى بن مريم، فلا هم منا ولا نحن منهم»([178]).

موقف الامام محمد الباقر(ع) من الغلاة

عن زرارة، عن أبي جعفر(ع) ، قال: سمعته يقول: «لعن الله بنان البيان، وأنّ بناناً لعنه الله كان يكذب على أبي، أشهد أن أبي علي بن الحسين كان عبداً صالحاً»([179]).


--------------------------------------------------------------------------------

( [147] ) أوائل المقالات: 24.

( [148] ) انظر عقائد الامامية للشيخ المظفر: 36، وما بعدها.

( [149] ) تاريخ الفرق الاسلامية، الفَرق بين الفرق: 39 .

( [150] ) قواعد عقائد آل محمد: 8 باختصار .

( [151] ) منهاج السنّة النبوية: 1/57 .

( [152] ) لسان العرب: 15/132 .

( [153] ) اُنظر فرق الشيعة للنوبختي: 46 ـ 50 .

( [154] ) سورة البقرة: 259.

( [155] ) سورة التوبة: 30.

( [156] ) سورة التوبة: 30.

( [157] ) سورة النساء: 171.

( [158] ) وإليك بعض كلماتهم في ذلك:

قالوا: إنّ الله خصّ أبا حنيفة بالشريعة والكرامة. ومن كرامته انّ الخضر(ع) كان يجيئ إليه كل يوم وقت الصبح ويتعلّم منه أحكام الشريعة الى خمس سنين. فلمّا مات أبو حنيفة ناجى الخضر ربّه وقال: إلهي، إن كان لي عندك منزلة فأذن لابي حنيفة حتى يعلّمني من القبر على حسب عادته حتى أتعلّم شرع محمد(ص) على الكمال، فأحياه الله، وتعلّم منه العلم الى خمس وعشرين سنة. وبعد أن أكمل الخضر دراسته، أمره الله أن يذهب الى القشيري ويعلّمه ما تعلّم من أبي حنيفة. وصنّف القشيري ألف كتاب، وهي لا تزال وديعة في نهر جيحون، الى رجوع المسيح، فيحكم بتلك الكتب. لانّه يأتي في زمان ليس فيه من كتب شرع محمد(ص) فيتسلّم المسيح أمانة نهر جيحون، وهي كتب القشيري.

الاشاعة في أشراط الساعة: 120، والياقوتة لابن الجوزي: 45 .

وفي وفاة أبي حنيفة يذكرون بكاء الجنّ له، ولهم أسانيدهم أنّ الجن بكت أبا حنيفة ليلة مات، وكانوا يسمعون الصوت ولا يرون الشخص:

ذهب الفقه فلا فقه لكم فاتقوا الله وكونوا خلفا

مات نعمان فمن هذا الذي يحيي الليل إذا ما سدفا

آكام المرجان للقاضي الشبلي: 149 .

وقالو: أحمد بن حنبل إمام المسلمين وسيد المؤمنين، وبه نحيا ونموت، وبه نبعت. فمن قال غير هذا فهو من الجاهلين. ذيل طبقات الحنابلة: 1/136 .

وجعلوا بغضه كفراً وحبّه من السنّة.

وقالوا: إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل، فأعلم أنه صاحب سنّة وجماعة.

الجرح والتعديل: 1/308 .

وأسندوا الى الشافعي أنّه قال: من أبغض أحمد بن حنبل فهو كافر. فقيل له: تطلق عليه اسم الكفر بالله العظيم؟ فقال: نعم، من أبغض أحمد بن حنبل قصد الصحابة، ومن قصد الصحابة أبغض النبي، ومن أبغض النبي كفر بالله العظيم. طبقات الحنابلة: 1/13 .

فيكون الناتج من هذه القضية أن من أبغض أحمد بن حنبل كفر بالله العظيم.

نقل ابن الجوزي عن علي بن اسماعيل أنّه قال: رأيت أنّ القيامة قد قامت وكأنّ الناس قد جاءوا الى موضع عند قنطرة، لا يترك أحد يجوز حتى يجيء بخاتم، ورجل ناحية يختم للناس ويعطيهم، فمن جاء بخاتم جاز، فقلت: من هذا الذي يعطي الخواتيم؟ فقالوا: هذا أحمد بن حنبل. ابن الجوزي: 446 .

ويقول الاسود بن سالم: أتاني آت وقال لي: يا أسود الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: هذا أحمد بن حنبل يرد الاُمة عن الضلالة فما أنت فاعل؟ وإلاّ هلكت .

ويقول الحسن الصواف: رأيت ربّ العزة في المنام فقال لي: يا حسن من خالف أحمد بن حنبل عذب. مناقب أحمد بن حنبل، لابن الجوزي: 466.

ويقول أبو عبدالله السجستاني: رأيت رسول الله في المنام، فقلت: يا رسول الله من تركت لنا في عصرنا هذا من اُمتك نقتدي به في ديننا؟ قال: عليك بأحمد بن حنبل.

مناقب أحمد بن حنبل لابن الجوزي: 468 .

وقد لجأ مالك الى المنامات بنفسه، فكان يقول: ما بتّ ليلة إلاّ رأيت رسول الله(ص) .

الديباج: 21 .

وعن خلف بن عمر: دخلت على مالك فقال لي: اُنظر ماترى تحت مصلاي. فنظرت فإذا أنا بكتاب، قال: اقرأه، فإذا فيه رؤيا رآها له بعض إخوانه. فقال: رأيت النبي(ص) في المنام في مسجده قد اجتمع الناس عليه، فقال لهم: إني قد خبأت لكم طيباً وعلماً، وأمرت مالكاً أن يفرّقه على الناس. فانصرف الناس وهم يقولون: إذاً ينفذ مالك ما أمره رسول الله(ص)، ثم بكى، فقمت عنه. مناقب مالك: 8، وحلية الاولياء: 6/317.

وقال محمد بن رمح: حججت مع أبي وأنا صبي لم أبلغ الحلم، فنمت في مسجد النبي(ص)بين القبر والمنبر، فرأيت النبي(ص) قد خرج من القبر متكئاً على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فسلّمت عليهم، فردّوا عليّ السلام، فقلت: يا رسول الله، أين أنت ذاهب؟ فقال: اُقيم لمالك الصراط المستقيم. فانتبهت، فأتيت أنا وأبي مالكاً، فوجدنا الناس مجتمعين عليه، وقد أخرج لهم الموطأ أول ما خرج.مناقب مالك لعيسى بن مسعود الزواوي: 17 .

وقال محمد بن رمح أيضاً: رأيت النبي(ص) في المنام منذ أربعين سنة فقلت: يا رسول الله مالك والليث يختلفان في المسألة؟ فقال النبي(ص): مالك وارث ورث جدّي يعني إبراهيم. الجرح والتعديل: 1/28 .

وقال بشير بن أبي بكر: رأيت في النوم أني دخلت الجنة، فرأيت الاوزاعي وسفيان الثوري، ولم أرَ مالك بن أنس. فقلت أين مالك؟ قالوا: وأين مالك؟ رفع مالك رفع مالك. فما زال يقول: وأين مالك، وأين مالك، رفع مالك حتى تسقط قلنسوته. المصدر السابق.

وروى أبو نعيم عن إبراهيم بن عبدالله قول إسماعيل بن مزاحم المروزي قال: رأيت النبي(ص) في المنام فقلت: يا رسول الله من نسأل بعدك؟ قال: مالك بن أنس.

حلية الاولياء: 6/317.

وعن مصعب بن عبدالله الزبيري قال: سمعت رسول الله(ص) إذ أتاه رجل فقال أيّكم مالك؟ فقالوا: هذا. فسلّم عليه، واعتنقه، وضمّه الى صدره وقال: والله لقد رأيت رسول الله(ص)البارحة جالساً في هذا الموضع، فقال: ائتوا بمالك. فاُتي بك ترعد فرائصك، فقال: ليس بك بأس يا أبا عبدالله، وكنّاك وقال: اجلس. فجلست. قال: افتح حجرك. ففتحته، فملاه مسكاً منثوراً، وقال: ضمّه إليك، وبثّه في اُمتي. قال: فبكى مالك وقال: الرؤيا تسر و لا تغر وإن صدقت رؤياك فهو العلم الذي أودعني الله.

الانتقاء: 39، وشرح الموطأ للزرقاني: 1/4

قال العدوي: لما مات شيخنا شيخ الاسلام اللقاني رآه بعض الصالحين في المنام فقال: ما صنع الله بك؟ فقال: لما أجلسني الملكان في القبر يسألاني أتاني الامام مالك فقال: مثل هذا يحتاج الى سؤال في إيمانه؟ تنحيا عنه، فتنحيا عني. مشارق الانوار للعدي: 228 .

ومنها: إنّ النبي(ص) هو الذي سمى كتاب مالك بالموطأ وأ نّه سئل(ص) في المنام: أنّ مالك والليث يختلفان في المسألة فأيّهما أعلم؟ فقال: مالك وارث جدي يعني إبراهيم(ع). مناقب مالك للزاوي: 18 .

وانّه سئل(ص) مرّة اُخرى في المنام: من نسأل بعدك يا رسول الله؟ فقال: مالك بن أنس.

مناقب مالك للزاوي: 18 نقلاً عن الامام الصادق والمذاهب الاربعة لاسد حيدر.

( [159] ) تصحيح الاعتقاد: 63.

( [160] ) الاعتقادات: 109.

( [161] ) المعتبر: 1/98.

( [162] ) مستند الشيعة: 1/204.

( [163] ) المصدر السابق: 6/270.

( [164] ) جواهر الكلام: 39/32 .

( [165] ) مصباح الفقيه: ج1: ق2: 568.

( [166] ) هداية العباد: 2/217.

( [167] ) رجال الكشي : 1 / 323 الرقم 170.

( [168] ) رجال الطوسي: 51، رجال ابن داود: 254.

( [169] ) الخلاصة: 254.

( [170] ) رجال الكشي: 1 /324 الرقم 171.

( [171] ) رجال الكشي: 1 /324 الرقم 174 .

( [172] ) بحار الانوار: 25/263.

( [173] ) بحار الانوار: 25/265.

( [174] ) الامالي للشيخ الطوسي: 54.

( [175] ) بحار الانوار: 25/270.

( [176] ) اُصول الكافي: 1/89.

( [177] ) بحار الانوار: 26/83، دراسات في الحديث والمحدثين لهاشم معروف الحسني: 299.

( [178] ) رجال الكشي : 2/336.

( [179] ) رجال الكشي : 4/590.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page