خالد محمود (الراچپوتي)([1]) الباكستاني
موظف في دائرة حكوميّة
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة على أثر مطالعته كتبهم، وحضوره مجالسهم، واستماعه إلى علمائهم بعد أن كان شديد الأبتعاد عنهم. ولد خالد في (امر تسر) الباكستان عام 1935 م.
تسلمت منه كتاباً في 29/5/1383 هـ جاء فيه ما معناه: حسب عقيدتي السابقة أن أبا بكر كان اول خليفة لرسول الله، ومن بعده انتقلت الخلافة إلى باقي الخلفاء، واحداً بعد واحد، وكلّهم كانوا خلفاء بالحق، كما يعتقد السنّة ذلك غير إننّي إعتقد الآن أنّ خليفة رسول الله بلا فصل هو عليّ بن أبي طالب، ومن بعده أحد عشر إماماً من ولده([2]).
كنت صلباً في عقيدتي السنّية، مبتعداً عن الشيعة وعن محافلهم ومجالسهم، فلا أستمع إلى كلام علمائهم وخطبائهم، ولا إلى ما ينظمونه من الأشعار في رثاء الحسين(عليه السلام) لإعتقادي أن الحضور في مجالسهم من المعاصي الكبيرة، وأنّ ما يلقى فيها من نظم ونثر كلّه كذب، فهم بمعزل عن الحقيقة، يضلّون الناس بتلك الأكاذيب، فلا أصغي إلى الأشعار المثيرة للبكاء والتي تذاع من الراديو.
ومن حسن الصدف اتفق أنّي كنت في يوم من الأيام جالساً على المائدة مشغولا بتناول الغذاء واذا بأحد الأطفال فتح الراديو، وإذا بي أسمع أبياتاً تتلى في مقتل الطفل الرضيع (عليّ الأصغر) (ابن الإمام الحسين)(عليه السلام) بصوت حزين فأصغيت إلى تلك الأبيات دون اختيار لرقة صوت قاريها، فاثّرت في نفسي فلم أملكها من البكاء، فسالت دموعي على خدّي، فقلت في نفسي هل يبلغ الإنسان من القسوة حدّاً فيرمي الطفل المعصوم بسهم ويقضي على حياته وهو ابن تسعة أشهر، بدلا من أن يسقيه جرعة من الماء.
وللمزيد من الإطلاع على هذه المأساة المؤلمة عزمت على الحضور في مجالس الشيعة ومراجعة علمائهم للوقوف على هذه الواقعة (واقعة كربلاء بالتفصيل.
كنت استمع إلى أقوالهم وأقرأ كتبهم فازدادت معلوماتي ورغبتي فيهم، وقد لفت نظري إلى المسائل الخلافية بين الشيعة والسنّة فاتضح لي أن المذهب الصحيح هو مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وهو المذهب الذي جاء به محمد(صلى الله عليه وآله)، وأنّ عليّاً(عليه السلام) هو الخليفة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ومن بعده أحد عشر إماماً من ولده([3]). والحمد لله الذي هداني إلى الصراط المستقيم. وبعد أن تشيّع غيّر اسمه إلى خالد حسين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ نسبة إلى اُسرة في الباكستان.
[2] ـ تأتي نصوص الرسول(صلى الله عليه وآله) الصريحة عليهم بالامامة في هذا الكتاب، منها: قوله(صلى الله عليه وآله)«إنّ خلفائي واُوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر اوّلهم أخي، وآخرهم المهدي». (فرائد السمطين) ج2 ص312.
[3] ـ ستقرء نصوص الرسول(صلى الله عليه وآله) عليهم بذلك.