خالد محمود خليفات الشافعي الأردني
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة عام 1963 م لما ثبت عنده أن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) (إمام مفترض الطاعة)([1]) وأنّه(عليه السلام) أفضل صحابة رسول الله(صلى الله عليه وآله) اطلاقاً([2]) (ولا يجوز تقديم المفضول على الفاضل عقلا ولا شرعاً، ولا عرفاً) هكذا جاء في كتابه الينا.
ولد خالد في (اربد ـ كفر جابر ـ الأردن) عام 1924 م الموافق لعام 1344هـ ، ونشأ على مذهب الشافعي. كان يعتقد ما تعتقده (المعتزلة) من جواز تقديم المفضول على الفاضل، العقيدة التي يرفضها العقل والعقلاء، غير أنّ عقلية المعتزلة تتقبلها. فهذا الشيخ عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي وهو يعدّ من اعلامهم البارزين يحمد الله تعالى على ذلك فيقول في مفتتح شرحه لنهج البلاغة: (وقدّم المفضول على الأفضل لمصلحة اقتضاها التكليف) فهو ينسب العجز إلى الله تعالى القادر المطلق حيث تقدم أبو بكر بن أبي قُحافة المفضول، على الإمام الأفضل عليّ ابن أبي طلب أمير المؤمنين(عليه السلام) ابن عم الرسول(صلى الله عليه وآله).
ولمّا كان خالد من عباد الله الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، الذين قال الله تعالى فيهم: ) فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الأَْلْبابِ(([3]) رفض هذه العقيدة السخيفة اي صحة تقديم المفضول على الأفضل التي يرفضها العقلاء كافّة.
تسلمنا منه كتاباً في 29/9/1387 هـ بعثه الينا من لبنان جاء فيه تحت هذا العنوان:
الأسباب الداعية لاعتناقي مذهب الإماميّة دون غيره
الحمد لله الذي كشف الظلمة، وأزاح الغشاوة، وأنار البصائر بعد الفحص والتدقيق، وتفسير ماورد من الآيات القرآنية([4]) والسنّة النبوية([5]) بالتفسير الصحيح، دعاني ضميري ووجداني لإعتناق مذهب الحق([6]) وهو مذهب الشيعة الإماميّة([7]) الذين أوّلهم([8]) عليّ وآخرهم محمد بن الحسن صاحب العصر والزمان، الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلا، كما ملئت ظلماً وجوراً، والذي سيعيد الحق إلى أهله([9]). جعلنا الله من جنده واتباعه، وكل ذلك بتوفيق الله سبحانه وتعالى...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ لنصوص الرسول(صلى الله عليه وآله) عليه بالإمامة والخلافة والولاية على المسلمين من بعده، وأمره(صلى الله عليه وآله)بطاعته واجتناب معصيته، وقد ذكرنا طائفة منها في ص32 و 33 .
[2] ـ ومن قرأ كتابنا (المثل الأعلى الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)) لا يشك في ذلك لما تضمنه هذا الكتاب من شهادات لشخصيّات مرموقة له بذلك.
[3] ـ الزمر: 17 و 18.
[4] ـ اي النازلة في شأن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وقد ذكرنا جملة وافرة منها في كتابنا (عليّ في القرآن فاين تذهبون؟).
[5] ـ وقد ذكرنا جملة منها راجع صفحة 25 ـ 31 و 38 و 39.
[6] ـ قال الله تعالى (فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنّى تُصْرَفُونَ) يونس: 32.
[7] ـ الذي يخضع اتباعه إلى نصوص القرآن ومفاهيم آياته، وإلى السنّة الصحيحة الواردة من طريق أهل البيت النبوي الذين هم أدرى بما في البيت من الأغيار، وإلى حكم العقل.
[8] ـ أوّل أئمتهم.
[9] ـ تأتي نصوص الرسول(صلى الله عليه وآله) عليه باسمه من طرق السنّة في هذا الكتاب.
