• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أهل البيت ( عليهم السلام ) في تفسير القرطبي {7} المسمّى ( الجامع لأحكام القرآن )

أهل البيت ( عليهم السلام )  في تفسير القرطبي  {7}
المسمّى ( الجامع لأحكام القرآن )
المطبوع في مصر عام ( 195م ) والمتألّف من عشرين جزءً


سورة البقرة

قولـه تعالى :

( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشري نَفْسَه ابتِغَاءَ مَرْضاتِ اللهِ )

قيل : هذه الآية نزلتْ في عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، حين تركه النبيّ على فراشه ليلة خرجَ إلى الغار .(250)

* * *

قولـه تعالى :

( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )

روي عن ابن عبّاس أنّه قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، كان معه أربعةُ دراهم فتصدّق بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سرّاً ، وبدرهم جهراً .(251)

سورة آل عمران

قولـه تعالى :

( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) .

*- روى مِن طُرقٍ صحيحة أنّه ( عليه السلام ) قال ـ فيما رواه عنه أبو هُريرة ـ : ( خيرُ نساء العالمين أربَع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فِرعَون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ) .(252)

*- ومن حديث ابن عبّاس ، عن النبيّ : ( أفضل نِساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ) .

*- وفي طريق آخر عنه : ( سيّدة نساء أهل الجنّة ، بعد مريم : فاطمة وخديجة ) .

*- روى موسى بن عقبة ، عن كُريب ، عن ابن عبّاس قال : قال رسولُ الله : ( سيّدة نِسَاء العالمين : مَريَم ، ثمّ فاطمة ، ثمّ خديجة ، ثمّ آسية ) .

قولـه تعالى  :

(... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )

قال القرطبي : إنّ النبيّ جاء بالحسن والحسين ، وفاطمة تمشي خلفه وعليّ خلفهما وهو يقول : ( أنا دعوتُ فأمّنوا ) .

ويقول : قال كثير من العلماء : إنّ قولـه في الحسن والحسين لمّا باهلَ ( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) .

وقولـه في الحسن : ( إنّ ابني هذا سيّدٌ ) ، مخصوصٌ بالحسن والحسين أنْ يُسمَّيا ابنيّ النبيّ دون غيرهما لقولـه : ( كلُّ سببٍ ونسبٍ ينقطعُ يوم القيامة ، إلاّ نسبي وسببي ) .(253)

* * *

قولـه تعالى :

( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ )

*- ذكر ابن إسحاق ، عن عمّار بن ياسر قال : كنتُ أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوةِ العشيرة مِن بطن يَنْبع ، فلمّا نزلها رسولُ الله أقامَ بها شهراً ، فصالَح بها بني مُدلج وحلفاءهم من بني ضمرة فوادعهم ، فقال لي عليّ بن أبي طالب : ( هل لكَ أبا اليقظان أنْ تأتي هؤلاء ؟ نفر من بني مُدلج يعملون في عينٍ لهم ، ننظر كيف يعملون ) .

فأتيناهم فنظرنا الأرض فنمنا فيه ، فو الله ما أهبنا إلاّ رسول الله بقدمه ، فجلسنا وقد تَتَرّبْنا من تلكَ الدقعاء فيومئذٍ قال رسول الله لعليّ : ( ما بالك يا أبا تراب ) ، فأخبرناه بما كان مِن أمرنا فقال : ( ألا أُخبركم بأشقى الناس ، رجلين ) قلنا : بلى يا رسولُ الله ، فقال : ( أُحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربكَ يا عليّ على هذهِ – ووضَع رسولُ الله يده على رأسه – حتّى يبلَّ منها هذه ) ووضع يده على لحيته .(254)

سورة النساء

قولـه تعالى :

(  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا  )

*- روي عن النبيّ أنّه لم يكن أَذِن لأحدٍ أنْ يمرَّ في المسجد ، ولا يجلس فيه إلاّ عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) .(255)

*- ورواه عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخُدريّ قالَ : قالَ رسولُ الله : ( ما ينبغي لمسلمٍ ولا يصلُح أنْ يَجنبَ في المجسد ، إلاّ أنا وعليّ ) .

*- والذي يدلّ على أنّ بيت عليّ كان في المسجد ، ما رواه ابن شهاب عن سالم بن عبد الله قالَ : سألَ رجلٌ أبي عن عليّ ( رضي الله عنه ) وعثمان أيّهما كانَ خيراً ؟ فقال له عبدُ الله بن عمر : هذا بيت رسولِ الله ، وأشار إلى بيت عليّ .(256)

روى عمر بن ميمون ، عن ابن عبّاس قال َ: قالَ رسولُ الله : ( سُدُّوا الأبوابَ إلاّ باب عليّ )(257) فخصّه بأنْ تركَ بابه في المسجد .

قولـه تعالى :

( يأيّها الذينَ إَمنُوا أَطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمر منُكم )

قالَ القرطبي :

( إنّ المراد بأُولي الأمر : عليُّ والأئمة المعصومون ) .(258)

سورة المائدة

قولـه تعالى :

( إنَّما وليُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالّذينَ آمنُوا الَّذين يُقيمُونَ الصَّلاَة ويُؤتونَ الزّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ )

*- روى ابن عبّاس : نزلتْ في عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) ، وذلك أنّ سائلاً سأل في مسجد رسولِ الله فلم يعطه أحد شيئاً ، وكان عليّ في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم ، فأشار إلى السائل به حتّى أخذه .(259)

وقد روي أنّ عليّاً ( رضي الله عنه ) ، أعطى السائل شيئاُ وهو في الصلاة .(260)

سورة الأنعام

قولـه تعالى :

( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ  )

قال القرطبي : عُدَّ عيسى من ذرّيّة إبراهيم وإنّما هو ابن البنت .

فأولاد فاطمة ( رضي اللهُ عنها ) ذرّية النبيّ .(261)

قولـه تعالى :

( إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ )

*- وفي صحيح مسلم عن عليّ ( رضي الله عنه ) : ( والذي فلقَ الحبّةَ ، وبرأ النسمة ، إنّه لعهدُ النبيّ الأُمّي إليَّ ، أنّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق ) .(262)

سورة الأعراف

قولـه تعالى :

( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.. )

*- رُوى عن عليّ بن الحسين ، ابن عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) عند شيخ مالك أنّه كانَ يلبس كِساء خزٍّ بخمسين ديناراً ، يلبسه في الشتاء ، فإذا كان الصيف تصدّق به ، أو باعه فتصدّق بثمنه .(263)

* * *

قولـه تعالى :

( وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ )

ذكر الثعلبي بإسناده ، عن ابن عبّاس في قولـه عزّ وجلّ : ( وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ ) قال :

الأعراف : موضع عالٍ على الصراط ، عليه حمزة ، وعليّ بن أبي طالب ، وجعفر ذو الجناحين ( رضي الله عنهم ) يعرفون محبِّيهم ببياض الوجوه ، ومُبغضيهم بسواد الوجوه .(264)

قولـه تعالى :

( وَقالَ مُوسَى لأخيهِ هَرُونَ اخلُفني في قَومي وأصلحْ وَلا تَتَّبعْ سَبيلَ المفسدينَ )

*- وفي صحيح مسلم ، عن سعد بن أبي وقّاص قالَ : سمعتُ رسولَ الله يقول لعليّ حين خلّفه في بعض مغازيه : ( أما ترضَى أنْ تكونَ منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ) .(265)

قولـه تعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ )

*- قال عصام بن المُطلق : دخلتُ المدينةَ فرأيتُ الحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) ، فأعجبني سِمَتُه وحُسنُ رُوائه ، فأثار منّي الحسد ما كان يُجنّه صدري لأبيه من البُغض ، فقلتُ : أنتَ ابن أبي طالب  ؟ قال: ( نعم ) .

فبالغتُ في شتمه وشتم أبيه ، فنظر إليَّ نظرةَ عاطفٍ رؤوف ، ثمّ قال :

( أعوذ بالله مِن الشيطان ، ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ  )) ثمّ قال : ( خفّض عليك ، أستغفر الله لي ولكَ لو استعنتنا أعنّاك ، ولو استرفَدتنا أرفدناك ، ولو استرشدتنا أرشدناك ) .

فتوسّم فيَّ الندمَ على ما فَرَط منّي فقال : ( قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) أمِن أهل الشام أنت ؟ قلتُ : نعم .

فقال : ( شنشنةٌ أعرفها من أخزم ) .(266)

( حيَّاكَ اللهُ وبيّاك ، وعافاك ، وأداك ، انبسط إلينا في حوائجكَ وما يعرض لك ، تجدنا عند أفضل ظنكَ إن شاء الله ) .

قال عصام : فضاقت عليّ الأرض بما رَحُبت وودتُ أنّها ساخت بي ، ثمّ تسلّلتُ منه لواذاً (267)، وما على وجه الأرض أحبُّ إليّ منه ومن أبيه .(268)

سورة الأنفال

قولـه تعالى :

( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )

هذا إخبار بما اجتمعَ عليه المشركون من المكر بالنبيّ في دار الندوة ، فأجتمع رأيهم على قتله فبيّتوه ، ورَصَدُوه على باب منزله طول ليلتهم ليقتلوه إذا خرجَ ، فأمر النبيّ عليّ بن أبي طالب أنْ ينامَ على فراشه ، ودعا الله أنْ يعمي عليهم أمره ، فطمس اللهُ على أبصارهم . فلمّا أصبحوا خرجَ عليهم عليّ فأخبرهم أنّ ليس في الدار أحد .(269)

قولـه تعالى :

( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ... ) .

قال المنهال بن عمرو : سألتُ عبد الله بن محمّد بن عليّ ، وعليّ بن الحسين عن الخُمْس فقال : ( هو لنا ) .

قلتُ لعليّ : إنّ الله تعالى يقول : ( واليتامى والمساكين وابن السبيل )

فقال : ( أيتامنا ومساكيننا ) .(270)

* * *

سورة التوبة

قولـه تعالى :

( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ... )

يقول القرطبي : ظاهر الآية أنّها مُبطلة قول مَن افتخر مِن المشركين بسقاية الحاج ، وعمارة المسجد الحرام ، كما ذكره السدّي قال :

افتخر عبّاس بالسقاية ، وشيبة بالعمارة ، وعليُّ بالإسلام والجهاد ، فصدّقَ اللهُ عليّاً وكذّبهما .(271)



* * *



قولـه تعالى :

( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ...)

فانهزم جُمهور المسلمين ولم يلْوِ أحدٌ على أحد ، وثبتَ معه من أهله عليّ والعبّاس .

وقتَل عليّ ( رضي الله عنه ) يوم حُنَين أربعين رجلاً بيده .(272)

قولـه تعالى :

( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )

أي ليظهر الدّين ـ دين الإسلام ـ على كلِّ دين . وقال ا لسدِّي : ذاك عند خروج المهديّ ، لا يبقى أحدٌ إلاّ دخلَ في الإسلام وأدّى الجزية .

وتواترت الأخبار الصحاح على أنّ المهدي من عِترة رسول الله .(273)

قولـه تعالى :

( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ... )

*- رُوي عن زيد ابن أرقم وأبي ذرّ والمقداد وغيرهمّ : أوّل مَن أسْلَم عليّ ( رضي الله عنه ) .(274)

*- قال الحاكم أبو عبدالله : لا أعلم خلافاً بين أصحاب التواريخ أنّ علياً أوّلهم إسلاماً .

*- وكان إسحاق بن إبراهيم بن رَاهوَيه الحنظَلي يجمع بين الأخبار ، فكان يقول : أوّل مَن أسلمَ مِن النساء خديجة ، ومِن الصبيان عليّ .(275)

* * *

قولـه تعالى : ( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ... )

*- خرجَ رسولُ الله في رجب وأقامَ بتَبُوك شعبان وأيّاماً مِن رمضان ، وبثّ سراياه وصالح أقواماً على الجزية . وفي هذه الغزوة خلّف عليّاً على المدينة فقال المنافقون : خلّفه بُغضاً له ، فخرجَ خلف النبيّ وأخبره ، فقال : ( أما ترضى أنْ تكونَ منّي ، بمنزلةَ هارون من موسى ) .(276)

سورة هود

قولـه تعالى :

( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ )

*- روى عن ابن عبّاس أنّه قال : الشاهدُ هو عليُ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) .(277)

*- وروى عن عليّ أنّه قال : ( ما مِن رجل مِن قريش إلاّ وقد أُنزلت فيه الآية والآيتان ) ، فقال له رجل : أيّ شيء نزل فيكَ ؟ فقال عليّ :

( ويتْلُوهُ شَاهدٌ منه ) .

سورة الرعد

قولـه تعالى :

( وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ )

*- وروى جابر عن عبد الله قال : سمعتُ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول لعليّ ( رضي اللهُ عنه ) : ( الناسُ مِن شجرٍ شتّى ، وأنا وأنتَ مِن شجرةٍ واحدة ) ، ثمّ قرأ النبي : ( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ ) حتّى بلغَ قولـه : ( يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ ) .(278)

سورة النحل

قولـه تعالى :

( مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ...)

*- روى عن أنَس بن مالك قال : قالَ رسولُ الله : ( إنّ الجنةَ تشتاقُ إلى ثلاثة : عليّ ، وعمّار ، وسلمان ) .(279)

سورة الإسراء

قولـه تعالى :

( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ.... )(280)

*- عن ابن عبّاس قال : أوحى اللهُ إلى محمّد : إنّي قتلتُ بيَحيى بن زكريّا سبعين ألفاً ، وإنّي قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً .

*- وعن قُرّة بن خالد قال : ما بكتْ السماء على أحد ، إلاّ على يَحيى بن زكريّا ، والحسين بن عليّ ، وحمرتها بكاؤها...



* * *

قولـه تعالى :

( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ... )

*- قال محمّد بن كعب ( بإمامهم ) – يعني – بأُمّهاتهم ؛ لأجلِ : إظهار لشرف الحسن والحسين .(281)

سورة الكهف

قولـه تعالى :

(.. فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ... )

*- ذكر أبو عُمر بن عبد البرّ في كتاب ( التمهيد ) ، عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال :

( لمّا توفّى النبيّ ، وسُجِّي بثوب ، هتفَ هاتِفٌ من ناحية البيت ، يسمعون صوته ولا يرون شخصه : السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته ، السلامُ عليكم أهل البيت ) .(282)

سورة مريم

قولـه تعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً )

فقيل نزلت في عليّ ( رضي الله عنه ) .

وروي البرّاء بن عازب قالَ : قالَ رسولُ الله لعليّ بن أبي طالب :

( قل يا عليّ : اللّهمَّ اجعل لي عندكَ عهداً ، واجعل لي في قلوب المؤمنين مودّة ) .(283)

سورة الأنبياء

قولـه تعالى :

( فَسْئلُوآ أهْلَ الذّكرِ إن كُنتُم لا تَعلَمونَ )

قال جابر الجعفي :

لمّا نزلت هذه الآية  قال ( عليّ رضي الله عنه ) : ( نحن أهلُ الذكر ) .(284)

سورة الفرقان

قولـه تعالى :

( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا )

*- روى محمّد ابن إسحاق ، عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط ، عن محمّد بن أسامة بن زيد ، عن أبيه قال : قال رسولُ الله : ( أما أنت يا عليّ ، فَخَتْني وأبو ولَدَيَّ ، وأنت منّي وأنا منكَ ) .(285)

سورة النمل

قولـه تعالى :

(... يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ... )



*- قال الحسن بن علي بن أبي طالب قال النبيّ : ( إذا صاح القُنبر قال : إلهي ، العن مُبغضي آلِ محمّد ) .(286)

سورة السجدة

قولـه تعالى :

( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ )

*- قال ابن عبّاس ، وعطاء بن يَسَار : نزلت الآية في عليّ بن أبي طالب ، والوليد بن عُقبة ، بن أبي مُعيط ؛ وذلك أنّهم تلاحيا .(287)

فقال له الوليد : أنا أبسطُ منك لساناً وأحدُّ سناناً وأردّ للكتيبة جسداً .

فقال عليّ ( رضي الله عنه ) : ( اسكت ! فإنّك فاسق ) ، فنزلت الآية .(288)

*- وذكر الزجّاج والنحّاس : أنّها نزلت في عليّ وعُقبة بن أبي مُعيط .

سورة الأحزاب

قولـه تعالى :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ )

*- قال الكلبي : هُم عليّ ، وفاطمة ، والحسن والحسين خاصَّةً ، وفي هذا أحاديثٌ عن النبيّ ( عليه السلام ) : إنّ أُمّ سلَمة قالت : نزلت هذهِ الآية في بيتي ، فدعا رسولُ الله عليّاً ، وفاطمة ، وحَسَناً وحُسيناً ، فدخل معهم تحت كساءٍ خيبري وقال :

( هؤلاء أهل بيتي ) ـ وقرأ الآية ـ وقال : ( اللهمّ اذهب عنهم الرجس ، وطهّرهم تطهيراً ) ، فقالتْ أُمّ سلَمة : وأنا معهم يا رسولُ الله ؟ قال : ( أنتِ على مكانكِ ، وأنتِ على خير ) ، أخرجه الترمذي وغيره .(289)

وقال القرطبي : هذا شيءُ جرى في الأخبار ، أنّ النبيّ لمّا نزلت عليه هذه الآية دعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ، فعَمد النبيّ إلى كساء فلفّها عليهم ، ثمّ ألوى بيده إلى السماء فقال : ( اللهمّ هؤلاء أهل بيتي ، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيراً ) .(290)

* * *

قولـه تعالى :

( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا  )

*- روى مالك عن أبي مسعود الأنصاريّ قال : أتانا رسولُ الله ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمَرَنا الله أنْ نُصلي عليك يا رسول الله ، فكيف نُصلي عليك ؟ قال : فسكتَ رسول الله حتّى تمنيّنا أنّه لم يسأله ، ثمّ قال رسول الله :

( قولوا اللّهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد ، كما صلّيتَ على إبراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد،  كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين ، إنّك حميدٌ مجيد والسلام كما علمتم ) .(291)

*- قال أبو عمر : روى شُعبة والثوري ، عن الحكم بن عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال : لمّا نزل قولـه تعالى : ( أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا  ) جاء رجلٌ إلى النبيّ فقال : يا رسولُ الله ، هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة ؟

فقال : ( قلْ اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ، كما صلّيتَ على إبراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميدٌ مجيد ) .

قال القرطبي : روينا بالإسناد المتّصل في كتاب ( الشفا ) للقاضي عيّاض ، عن عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قال : عَدّهن في يدَي رسول الله وقال : ( عَدّهن في يدَي جبريل وقال : هكذا أُنزلت من عند ربّ العزّة ، اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حميدٌ مجيد ) .

( اللهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّك حمدٌ مجيدٌ ) .

( اللهمّ ترحّم على محمّد وعلى آل محمّد ، كما ترحّمتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّكَ حميدٌ مجيد ، اللهمّ وتحنّن على محمّد وعلى آل محمّد ، كما تحنّنتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّكَ حميدٌ مجيد ) .(292)

* * *

قولـه تعالى :

( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا.... )

قيل : نزلت – هذه الآية – في عليّ ، فإنّ المنافقين كانوا يُؤذونه ويكذّبون عليه ( رضي الله عنه ) .(293)

سورة الصافّات

قولـه تعالى :

( سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ )

قال السهيلي : قال بعض المتكلّمين في معاني القرآن : آل ياسين آل محمّد (عليه السلام ) .(294)

سورة ص

قولـه تعالى :  

( وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ )

يُروى أنّ علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) قال : ( لمّا بعثني رسولُ الله إلى اليَمن حَفرَ قومٌ زُبية للأسد ، فوقع فيها الأسد ، وأزدحم الناس على الزبية فوقع فيها رجلٌ وتعلّق بآخر ، وتعلّق الآخر بآخر ، حتّى صاروا أربعة ، فجرحَهم الأسد فيها فهلكوا ، وحمل القوم السلاح كاد يكون بينهم قتال ، قال :  فأتيتهم فقلتُ : أتقتلون مائتي رجل من أجل أربعة أناس ! ؟ تعالوا أقضِ بينكم بقضاء ، فإنْ رضيتموه فهو قضاءٌ بينكم ، وإنْ أبيتم رفَعتُم ذلك إلى رسول الله فهو أحقّ بالقضاء ) .

فجَعَل للأوّل رُبع الديّة ، وجَعَل للثاني ثلث الديّة ، وجَعَل للثالث نِصّ الديّة ، وجعل للرابع الديّة ، وجعل الديّات على مَن حفر الزُّبية على قبائل الأربع ، فسخَطَ بعضهم ورَضِيَ بعضهم ، ثمّ قدِموا على رسولِ الله فقصّوا عليه القصّة فقال :

( أنا أقضي بينكم ) ، فقال قائل : إنّ عليّاً قد قضى بيننا . فأخبَرَهُ بما قضى عليّ فقال : ( القضاء كما قضى عليّ ) .(295)

فهذا هو فصل الخطاب ، وعِلم القضاء الذي وقعت الإشارة إليه على أحد التأويلات في الحديث المروي :

( أقضاكم عليّ ) .(296)



* * *

قولـه تعالى :

( رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ )

*- خرجَ الطحاوي في مشكل الحديث عن أسماء بنت عُميس أنّ النبيّ كان يُوحَى إليه ورأسه في حِجْر عليّ ، فلَم يصلِّ العصر حتّى غربت الشمس . فقال رسولُ الله :

( أصليتَ يا عليّ ) ؟ قال : لا .

فقال رسولُ الله : ( اللهمّ إنّه كان في طاعتكَ ، وطاعة رسولك ، فأردُد عليه الشمس ) ، قالت أسماء : فرأيتُها غَرُبت ، ثمّ رأيتُها بعدما غربت طلعت على الجبال والأرض ، وذلك في خيبر .(297)

سورة الشورى

قولـه تعالى :

( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )

*- وفي البخاري ، عن طاووس ، عن ابن عبّاس أنّه سُئِل عن قولـه تعالى ( إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) فقال سعيد بن جُبير : قُربَى آل محمّد .(298)

*- وفي رواية سعيد بن جُبير ، عن ابن عبّاس : لما أنزل اللهُ عزّ وجلّ : ( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، قالوا : يا رسول الله ، مَن هؤلاء الذين نَودّهم ؟ قال : ( عليّ ، وفاطمة ، وأبناهما ) .

ويدلّ عليه أيضاً ما رُوي عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال : ( شكوتُ إلى النبيّ حسدَ الناس لي ) .

فقال : ( أما ترضى أنْ تكون رابع أربعة ، أوّل مَن يدخل الجنّة : أنا وأنت ، والحسن والحسين ، وذرّيتنا ) .(299)

*- وعن النبيّ : ( حُرّمت الجنّةُ على مَن ظَلَم أهل بيتي ، وآذاني في عترتي ) .

*- وقد قال النبيّ : ( مَن ماتَ على حُبّ آل محمّد ، ماتَ شهيداً ) .(300)

*- قال النبيّ : ( ومَن ماتَ على حبِّ آل محمّد ، جعل اللهُ زوّار قبره الملائكة والرحمة . ومَن ماتَ على بُغضِ آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيسٌ اليوم من رحمةِ الله . ومَن مات على بُغضِ آل محمّد لم يَرَح(301) رائحة الجنّة . ومَن مات على بغض آل بيتي فلا نصيب له في شفاعتي ).(302)

*- وقال رسولُ الله : ( مَن ماتَ على حبّ آل محمّد مات شهيداً ، إلاّ ومَن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان . ألا ومَن ماتَ على حبّ آل محمّد بشّره مَلَك الموت بالجنّة ثمّ مُنكر ونكير . ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد ، فُتِح له في قبره بابان إلى الجنّة ) .

( ألا ومَن مات في حبّ آل محمّد ، جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ) .

( ألا ومَن مات على حُبّ آل محمّد ، مات على السنّة والجماعة ) .

( ألا مَن مات على بغضِ آل محمّد ، جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيسٌ مِن رحمة الله . ألا ومَن مات على بُغض آلِ محمّد ، مات كافراً ) .

( ألا ومَن ماتَ على بغض آل محمّد ، لم يشمّ رائحة الجنّة ) .(303)

*- وقال ابن عبّاس : المودّة لآل محمّد .(304)

سورة الزخرف

قولـه تعالى :

( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )

*- قال السدّي :

هم آلُ محمّد ( صلّى اللهُ عليه وسلّم ) .(305)

سورة الدخان

قولـه تعالى :

( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ )

*- قال السدّي : لما قُتِلَ الحسين بن عليّ ( رضي الله عنهما ) بكت عليه السماء ، وبكاؤها حمرتها .(306)

*- وحكي جرير ، عن يزيد بن أبي زياد قال :

لما قُتِل الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنهما ) ، احمَّر له آفاق السماء أربعة أشهر .

قال يزيد : واحمرارها بكاؤها .

*- قال محمّد بن سيرين : أخبرنا أنّ الحمرة التي تكون مع الشفق ، لم تكن حتّى قُتِل الحسين بن علي ( رضي الله عنهما ) .

*- قال سُليمان القاضي : مُطِرنا دماً يوم قُتِل الحسين .

*- عن قُرّة بن خالد قال : ما بكت السماء على أحد ، إلاّ على يحيى بن زكريّا والحسين بن عليّ ، وحمرتها بكاؤها .

سورة المجادلة

قولـه تعالى:

( ياأَيُّها الذينَ آمنُوا إذا نَاجيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّموا بين يدي نجواكم صَدَقةً )

*- وقد رُوي عن مجاهد : إنّ أوّل مَنْ تصدّق في ذلك عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه ) وناجى النبيّ .(307)

*- وذكر القشيري وغيره ، عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال : ( في كتاب الله آية ، ما عمل بها أحدٌ قبلي ، ولا يعمل بها أحدٌ بعدي ، وهي :

( ياأَيُّها الذينَ آمنُوا إذا نَاجيتُمُ الرّسُولَ... ) ، كان لي دينار فبعته ، فكنتُ إذا ناجيتُ الرسولَ تصدقتُ بدرهم حتّى نفد ) .

*- وقال ابن عمر : لقد كانت لعليّ ( رضي الله عنه ) ثلاث ، لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحبُّ إليّ من حُمْر النّعم : تزوجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى .(308)

سورة الممتحنة

قوله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ... )

*- ذكر القُشيري والثعلبي : أنّ حاطب بن أبي بلتعة كان رجلاً من أهل اليمن ، وكان له حِلْف بمكّة في بني أسد . فقدِمَتْ من مكّة سارّة مولاة أبي عمرو ، بن صيفي ، بن هاشم ، بن عبد مناف إلى المدينة ورسول الله يتجهّز لفتح مكّة . فخَرَجَت إلى مكّة ، وأتاها حاطب فقال : أعطيكِ عشرة دنانير وبُرداً على أنْ تبلّغي هذا الكتاب إلى أهل مكّة .

كتب في الكتاب : إنّ رسولَ الله يريدكم فخذوا حِذركم ، فخرجتْ سارّة ، ونزل جبريل فأخبر النبيّ بذلك فبعثَ عليّاً ، وعمّار بن ياسر ، وقال لهم :

( انطلقوا حتّى تأتوا ( روضة خاخٍ )(309) ؛ فإنّ بها ظعينة(310) ومعها كتاب من حاطِب إلى المشركين ، فخذوه منها وخلّوا سبيلها ، فإنْ لم تدفعه لكم فاضربوا عنقها ) ، فأدركوها في ذلك المكان ، فقالوا لها : أين الكتاب ؟ فحلفت ما معها كتاب ، ففتّشوا أمتعتها فلم يجدوا معها كتاباً ، فهّموا بالرجوع فقال عليّ : واللهِ ما كَذَبنا ولا كُذِبنا ! وسَلَّ سيفه وقال : ( اخرجي الكتاب وإلاّ والله لأجرّدنّكِ ولأضربنّ عنقكِ ، فلمّا رأت الجدّ أخرجته من ذؤابتها...) .(311)

سورة التغابن

قولـه تعالى :

( أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ) .

روى الترمذي وغيره ، عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه قال :

رأيت النبيّ يخطب ، فجاء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) وعليهما قميصان أحمران ، يمشيان ويعثران ، فنزل فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثمّ قال : ( صدق الله عزّ وجلّ ( أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ) ، نظرتُ إلى هذين الصبيّين يَمشيان ويعثران ، فلم أصبر حتّى قطعتُ حديثي ورفعتهما ) .(312)

سورة التحريم

قولـه تعالى :

( فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ  )

*- قال عكرمة وسعيد بن جُبير : صالح المؤمنين : عليّ ( رضي الله عنه ) .(313)

*- عن أسماء بنت عُميس قالت : سمعتُ رسولَ الله يقول : ( وصالح المؤمنين : عليّ بن أبي طالب ) .(314)

سورة الحاقّة

قولـه تعالى :

( لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ )



*- روى مكحول أنّ النبيّ قال عند نزول هذه الآية : ( سألتُ ربّي أنْ يجعلها اُذن علي ) .(315)

*- ذكر الثعلبي قال : لمّا نزل ( وتعيها اُذنٌ واعية ) قال رسولِ الله : ( سألتُ ربي أنْ يجعلها أُذنك يا عليّ ) .

*- وقال أبو برزة الأسلمي قال النبيّ  لعليّ : ( يا عليّ ، إنّ الله أمرني أنْ أُدنيك وإلا أُقصيك ، وأنْ أعلّمك وأنْ تعي ، وحقٌّ على الله أنْ تعي ) .(316)

سورة المعارج

قولـه تعالى :

( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ )

*- قال ابن عبّاس ومجاهد : إنّ السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري ، وذلك أنّه لمّا بلغه قول النبيّ في عليّ ( رضي الله عنه ) :

( مَن كنتُ مَوْلاه فعليٌّ مولاه ) .

ركَب ناقته فجاء حتّى أناخ راحلته بالأبطح ثمّ قال : يا محمّد أمرتنا عن الله أنْ نشهد أنْ لا إله إلاّ الله ، وأنّك رسولُ الله فقبلناه منك ، وأنْ نصلّي خمساً فقبلناه منك ، ونزكّي أموالنا فقبلناه منك ، ثمّ لم ترضى بهذا حتّى فضّلت ابن عمّك علينا ! أفهذا شيءٌ منك أم من الله ؟ فقال النبيّ :

( واللهِ الذي لا إله إلاّ هو ، ما هو إلاّ من الله ) .

فولّى الحارث هو يقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقاً فأمطِر علينا حجارةً مِن السماء ، أو ائتنا بعذابٍ أليم . فواللهِ ما وصل إلى ناقته ، حتّى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله ، فنزلت ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) .(317)

سورة المدّثر

قولـه تعالى :

( إِلاّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ )

*- قال أبو جعفر الباقر : ( نحن وشيعتنا أصحاب اليمين ، وكلُّ مَن أبغضنا أهلَ البيت فهم المرتهنون ) .(318)

سورة الإنسان

قولـه تعالى :

(  وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً *نَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً )

*- عن مجاهد ، عن أبي عبّاس قال : مَرِض الحسن والحسين فعادهما عامّة العرب ، وأصحاب رسول الله . وقال عليّ ( رضي الله عنه ) : ( إن برأ ولداي صمتُ ثلاثة أيّام شكراً ) .

وقالت جارية لهم نوبيّة : إنْ برأ سيّداي صمتُ لله ثلاثة أيّام شكر . وقالت فاطمة مثل ذلك . وقال الحسن والحسين : ( علينا مثل ذلك ) .

فأُلبِس الغلامان العافية ، وليس عند آل محمّد قليل ولا كثير ، فانطلق عليّ إلى شمعون بن حاريا الخيبري وكان يهوديّاً فاستقرضَ منه ثلاثة أصوِع من شعير ، فجاء به فوضعه ناحية البيت ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلّى عليّ مع النبيّ ، ثمّ أتى المنزل فُوضعِ الطعام بين يديه ، فلمّا مضى صيامهم الأوّل إذا أتاهم مسكين فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيتِ محمّد أنا مسكين من مساكين أُمّة محمّد ، وأنا جائع ، أطعمني أطعمكم الله من موائد الجنّة . فسمعه عليّ  (رضي الله عنه ) فأنشأ يقول :

فـاطـمُ ذاتَ الـفـضلِ والـيقينِ      يـا بـنتَ خـير الـناس   أجمعينِ
أمـا تَـرَيْنَ الـبائِسَ   المسكين      قــد  قـام بـالبابِ لـــهُ   حـنينِ
يَـشـكو  إلــى اللهِ   ويـستكين       يَـشـكو إلـيـنا جـائعٌ   حَـزينِ
كــلُّ امــرئ بـكسبه   رهـين      وفـاعـل  الـخـيرات   يـستبينِ
مـوعُـدنـا جــنّـة   عـلـيّين      حـرّمـها  الله عـلـى   الـضنّينِ
ولـلـبخيل مـوقـــفٌ   مـهين        تهوى به النار إلى سجيّن ِ(319)

فأنشأت فاطمة ( رضي الله عنها ) :

أمرُكَ  عندي يابن عمٍّ   طاعهْ      مـا بي مِن لؤمٍ ولا   وَضَاعهْ
غـديت في الخبر له   ضاعهْ      أُطـعِمُه  ولا أُبـاليَ الساعهْ
أرجوا إذا أشبعتُ ذا المجاعهْ      أنْ ألـحقَ الأخيارَ والجماعهْ

وأدخـلَ الجنّـةَ لـي شـفاعـهْ

فأطعموه الطعام ، ومكثوأ يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئاً إلاّ الماء القراح ، فلمّا أنْ كان في اليوم الثاني قامت إلى صاعٍ فطحنته و اختبزته ، وصلّى عليُّ مع النبيّ ثمّ أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم فوقف بالباب يتيم فقال : السلامُ عليكم أهل بيت محمّد : يتيم من أولاد المهاجرين ، استشهد والدي يوم العقبة ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة .

فسمعه عليّ فأنشأ يقول :


فـاطم بـنت الـسيّد الـكريم     بـنت نبيٍّ ليس بالزّنيم
لـقد  أتـى الله بـذي الـيتيم  مَن يَرحم اليوم يكُن   رحيم
ويـدخل الـجنّة أي سـليم   قـد حُـرِّم الخُلدُ على   اللئيم
ألاّ يجوزُ الصراط المستقيم       يزل في النار إلى الجحيم

شـراب الصـديـدُ والحـميـم(320)

فأنشأت فاطمة ( رضي الله عنها ) تقول :

أطـعـمُهُ  الـيوم ولا   أُبـالي      وأوثــر  اللهَ عـلى   عِـيالي
أمـسوْا جـياعاً وهُـمُ   أشبالي      أصـغُرهم  يُـقتلُ فـي   القتالِ
بـكـربلا  يُـقـتلٌ   بـاغتيالِ      يـا ويـل لـلقاتل مِـن   وَبالِ
تـهوى  بـه الـنارُ إلى   سفالِ      وفي يَدَيه الغُلّ والأغلالِ(321)

فأطعموه الطعام ، ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئاً إلاّ الماء القراح ، فما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته و اختبزته ، وصلّى عليّ مع النبيّ ثمّ أتى المنزل فُوضع الطعام بين أيديهم ، إذا أتاهم أسير فوقف بالباب فقال : السلامُ عليكم أهل بيت محمّد ، تأسروننا وتشدُّوننا ولا تُطعموننا ! أطعموني فإنّي أسير محمّد . فسمعه عليّ فأنشأ يقول :

بنت نبيٍّ سيّدٍ مُسوّد

فاطم يا بنت النبيّ أحمد

قد زانه الله بحُسنٍ أغيد

وسمّاه الله فهو محمّد

مثقّلٌ في غلّه مُقيّد

هذا أسيرٌ للنبيّ المُهتدِ

ما يزرع الزارعُ سوف يَحصُد

عند العليّ الواحد المُوحّد

فأنشأت فاطمة ( رضي الله تعالى عنها ) تقول :

لـم يَـبقَ مِمّا جاء غيرُ صاع       قـد ذهـبت كـفِّي مع   الذِّراعِ
أبـنـاي  والله هُـما   جِـياع       يـا  ربّ لا تَـترُكها   ضـياع
أبـوهما لـلخير ذو   اصطناع       يـصطنع الـمعروف   بـإبداع
عَـبْلُ  الـذراعين شديد الباع       وما على رأسي مِن قِناعِ(322)



فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيّام ولياليها لم يذوقوا شيئاً إلاّ الماء القراح ، فلمّا أنْ كان في اليوم الرابع ، وقد قضى اللهُ النذر أخذ بيده اليُمنى الحسن وبيده اليُسرى الحسين وأقبل نحو رسول الله ، وهُم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع ، فلمّا أبصرهم رسولُ الله قال : ( يا أبا الحسن ، ما أشدّ ما يَسُوءني ما أرى ، انطلق بنا إلى أبنتي فاطمة ) ، فانطلقوا إليها وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عيناها من شدّة الجوع ، فلمّا رآها رسولُ الله وعرَف المجاعة في وجهها بكى وقال (323): ( وا غوثاه يا الله ، أهلُ بيت محمّد يموتون جوعاً ) .(324)

فهَبَطَ جبريل وقال : ( السلامُ عليك ، ربّكُ يُقرئك السلام يا محمّد ، خذه هنيئاً في أهل بيتك ) .

قال : ( وما آخذ يا جبريل ) فأقراه : ( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ ) إلى قولـه : (  وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً ... ) الآية .(325)

قولـه تعالى : ( لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً )

قال ابن عبّاس : بينما أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا نوراً ظنّوه شمساً قد أشرقت بذلك النور الجنّة ، فيقولون : قال ربّنا : ( لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ) فما هذا النور ؟ فيقول لهم رضوان : ( ليس هذه شمس ولا قمر، ولكنْ هذه فاطمة و عليّ ضحكا ، فأشرقت الجنان من نور ضحكهما ، وفيهما أنزلَ اللهُ تعالى : ( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ ) .

وأنشد :

أنا مولىً لفتى      أُنزلَ فيه هل أتى

ذاكَ عليُّ المرتضى   وابن عمِّ المصطفى(326)  


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page