• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أهل البيت (عليهم السلام) في التفسير الكبير للرازي{5}

سورة الفاتحة

قولـه تعالى : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )

الجهرُ بالبسملةِ في الصلاة :

المسألة التاسعة ، في الحجّة الخامسة :

روى البيهقي في السُنن الكُبرى عن أبي هُريرة قال : كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يَجهر في الصلاة بـ ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ، ثمّ إنّ الشيخ البيهقي روى الجهر عن عُمر بن الخطّاب ، وابن عبّاس ، وابن عُمر ، وابن الزبير ، وأمّا أنّ عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) كان يجهر بالتسمية فقد ثبتَ بالتواتر ، ومَنْ اقتدى في دينه بعليّ بن أبي طالب فقد اهتدى ، والدليل عليه قولـه ( صلّى الله عليه وآله ) :( اللهمّ أدرْ الحقَّ مع عليّ حيثُ دار ) .(205)

سورة البقرة

قولـه تعالى :

( وَعَلَّمَ آَدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ ...)

*- عن الشعبي ، كنتُ عند الحجّاج فأتى يحي بن يعمر فقيه خراسان مِن بلح مكبّلاً بالحديد فقال له الحجاجُ : أنتَ زعمتَ أنّ الحسنَ والحسين من ذرّية رسولِ الله . فقال : بلى فقال الحجّاج : لتأتيني بها واضحةً بيّنة مِن كتاب الله ، أو لأقطعنّكَ عضواً عضواً . فقال : آتيكَ بها واضحةً بيّنةً مِن كتاب الله يا حجّاج .

( الشعبي )(206) : قال : فتعجّبتُ مِن جرأته بقولـه يا حجّاج ، فقال له الحجّاج : ولا تأتني بهذهِ الآية ( نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ...) فقال : أتيتُكَ بها واضحة مِن كتاب الله وهو قولـه : ( وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ )(207)

إلى قولـه : ( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى  ) فَمَن كان أبو عيسى وقد اُلحِقَ بذرّية نوح ؟ قال فأطرقَ مليّاً ثمّ رفع رأسه ، فقال : كأنّي لم أقرأ هذهِ الآية مِن كتاب الله ، حلّوا وثاقه وأعطوه مِن المال كذا .(208)  

*- أعرابي قصد الحسين بن عليّ ( رضي الله عنهما ) ، فسلّم عليه وسأله حاجة ، وقال سمعتُ جدّكَ يقول : ( إذا سألتم حاجة فأسلوها مِن أحدِ أربعة : إمّا عربيّ شريف ، أو مولى كريم ، أو حامل القرآن ، أو صاحب وجهٍ صبيح ) ، فأمّا العرب فشُرِّفتْ بجدّكَ ، وأمّا الكرم بدأ بكم وسيرتكم ، وأمّا القرآن ففي بيوتكم نزل ، وأمّا الوجه الصبيح فإنّي سمِعتُ رسولَ الله  يقول : ( إذا أردتم أنْ تنظروا إليَّ فانظروا إلى الحسن والحسين ) .

فقال الحسين : ما حاجتك ؟ فكتبها على الأرض ، فقال الحسين :

( سمعتُ أبي عليّاً يقول : قيمةُ كلّ امرئٍ ما يُحسنه ، وسمِعتُ جدّي يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فأسألكَ عن ثلاث مسائل إنْ أحسنتَ في جواب واحدة فلكَ ثلث ما عندي ، وإنْ أجبتَ عن اثنتين فلكَ ثلثا ما عندي ، وإنْ أجبتَ عن الثلاث فلكَ كلّ ما عندي ) ، وقد حمل إلى صرّةٍ مختومة مِن العراق ، فقال : سل ولا حولَ ولا قوّة إلاّ بالله ، فقال :

( أيّ الأعمال أفضل )؟ قال الأعرابي : الإيمان بالله ، قال : ( فما نجاة العبد مِن الهلَكة ) ؟ قال : الثقة بالله ، قال : ( فما يُزين المرء ) ؟ قال : علمٌ معه علم . قال : ( فإنْ أخطأه ذلك )؟ قال : فمال معه كرم ، قال : ( فإن أخطأه ذلك ) ؟ قال : فقرٌ معه صبر قال : ( فإن أخطأه ذلك ) ؟ قال : فصاعقةٌ تنزل مِن السماء فتحرقه ، فضحكَ الحسين ورمى بالصرّة إليه .(209)

قولـه تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ )

نزلت في عليّ بن أبي طالب ؛ باتَ على فراش رسول الله  ليلة خروجه إلى الغار ، ويُروى أنّه لمّا نامَ على فراشه قامَ جبريل ( عليه السلام ) عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي: بخٍ بخٍ مَن مثلكَ يا ابن أبي طالب يُباهي اللهُ بكَ الملائكة ، ونزلت الآية .(210)



* * *

قولـه تعالى :

(  تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ...)

*- روى البيهقي في فضائل الصحابة أنّه ظهر عليّ بن أبي طالب مِن بعيد فقال ( صلّى الله عليه وآله ) :

( هذا سيُد العرب ) ، فقالتْ عائشة : ألستَ أنتَ سيّدُ العرب ؟ فقال : ( أنا سيدُ العالمين ، وهو سيّد العرب ) .(211)  

قولـه تعالى :

( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً... ) .

*- قال ابن عبّاس : إنّ عليّاً ( عليه السلام ) ما كان يملكُ غير أربعة دراهم ، فتصدّقَ بدرهم ليلاً ، وبدرهم نهاراً ، وبدرهم سرّاً ، وبدرهم علانيةً ، فقال النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم ) : ( ما حملكَ على هذا ) ؟ فقال : ( أن استوجب ما وعدني ربّي ، فقال : ( لكَ ذلكَ ) فأنزل الله تعالى هذهِ الآية .(212)

سورة آل عمران

قولـه تعالى :

( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ )

*- روي أنّه عليه الصلاة والسلام قال : ( حسبُكَ مِن نِساء العالمينَ أربع : مريم ، وآسِيَة امرأة فرعون ، وخديجة ، وفاطمة عليهن السلام ) .(213)



* * *

قولـه تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )

*- روي أنّه ( عليه السلام ) لمّا أورد الدلائل على نصارى نجران ، ثمّ أنّهم أصرّوا على جهلهم ، فقال ( عليه السلام ) :

( إنّ الله أمرني إنْ لم تقبلوا الحجّة أنْ أُباهلكم ) فقالوا : يا أبا القاسم نرجع فننظر في أمرنا ثمّ نأتيكَ فلمّا رجعوا قالوا للعاقب : وكان ذا رأيهم يا عبد المسيح ما ترى ؟ فقال : والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمّداً نبيٌّ مُرسل والله ما باهل قومٌ نبيّاً قط فعاش كبيرهم ، ولا نبتَ صغيرهم ولئن فعلتم لكان الاستئصال ، وكان رسول الله  خر ج وعليه مَرط مِن شعرٍ أسود ، وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعليّ ( رضي الله عنه ) خلفهما ، وهو يقول : ( إذا دعوتُ فأمنوا ) .

فقال أسقف نجران : يا مَعشر النصارى ، إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أنْ يزيل جَبَلاً من مكانه لأزاله بها ، فلا تُباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، ثمّ قالوا : يا أبا القاسم رأينا أنْ لا نُباهلك وأنْ نقرّك على دينك ، فقال صلوات الله عليه : فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما على المسلمين فأبَوا ، فقال :

( فإنّي أُناجزكم القتال ) ، فقالوا : مالنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك على أنْ لا تغزونا ولا تردّنا عن ديننا ، على أنْ نؤدّي إليكَ في كلّ عام ألفي حلّة : ألفاً في صَفَر، وألفاً في رجب ، وثلاثين درعاً عاديّة من حديد ، فصالحهم على ذلك .(214)

*- قال الفخر الرازي(215) : هذه الآية دالّة أنّ الحسن والحسين ( عليهما السلام ) كانا ابنَي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وعَدَ أنْ يدعوا أبناءه ، فدعا الحسن والحسين ، فوجب أنْ يكونا ابنيه ، وممّا يؤكّد هذا قولـه تعالى : في سورة الأنعام :

( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) إلى قولـه: ( وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى ) ومعلوم أنّ عيسى ، إنّما انتسب إلى إبراهيم بالأم لا بالأب .

* * *



قولـه تعالى :

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )

وروي عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله تعالى حبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ) .(216)



* * *

قولـه تعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ ...)

*- قال الرّازي إنّ المراد هُم القوم الذين تولّوا يوم اُحد وانهزموا ، فذكر محمّد بن إسحاق إنّ ثلثَ الناس انهزموا ، ومِن المنهزمين عُمر بن الخطّاب ، ومنهم عثمان انهزَم مع رجُلَين من الأنصار ، انهزموا حتّى بلغوا موضعاً بعيداً ، ثمّ رجعوا بعد ثلاثة أيّام ، فقال لهم النبيّ : ( لقد ذهبتم فيها عريضة ) .(217)

* * *

قولـه تعالى :

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) .

*- قال رسول الله  : ( فاطمة بَضعةٌ ، منّي يؤذيني ما يؤذيها ) .(218)  

سورة المائدة

قولـه تعالى :

( إنّما وليُّكم اللهُ وَرَسُولُهُ والذينَ أمنَوا الّذينَ يُقيمونَ الصلاةَ وَيؤتُونَ الزّكاةَ وُهم راكعُونَ )

*- رُوي عن أبي ذر رضي الله عنه أنّه قال : صلّيتُ مع رسولِ الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يوماً صلاة الظهر ، فسأل سائلٌ في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائلُ يده إلى السماء وقال : اللهمّ اشهد أنّي سألتُ في مسجد الرسول فما أعطاني أحدٌ شيئاً ، وعليّ ( عليه السلام ) كان راكعاً ، فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم ، فأقبلَ السائلُ حتّى أخذَ الخاتم بمرأى النبيّ  فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :

( اللهمّ إنّ أخي موسى سألكَ فقال : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) إلى قولـه ( وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) .

فأنزلتَ قرآناً ناطقاً: ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا )

اللهمّ وأنا محمّد نبيّكَ وصفيّكَ ، فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً مِن أهلي ، عليّاً أشدد به ظهري ) .

قال أبو ذر : فواللهِ ما أتمَّ رسولُ الله  هذه الكلمة حتّى نزل جبريل فقال : يا محمّد اقرأ : ( إنّما وليّكُم الله ورسُولُه...) .(219)



* * *

قولـه تعالى :

( يا أيُّها الرّسُولُ بلّغْ ما أنزلَ إليكَ مِن ربّكَ وإنْ لم تَفعَلْ فَما بلّغتَ رسَالتَه واللهُ يَعصُمكَ مِن النَّاسِ...) .

*- عن ابن عبّاس والبراء بن عازب : نزلتْ الآية في فضل عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ولمّا نزلت هذهِ الآية أخذ  بيده وقال : ( مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه ) .

فلقيهُ عُمر بن الخطّاب فقال : ( هنيئاً لكَ يا ابن أبي طالب ، أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة ) .(220)

سورة الأنعام

قولـه تعالى :

( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ *وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ) .

*- هذه الآية تدلُّ أنّ الحسنَ والحسين من ذريّة رسول الله ؛ لأنّ الله تعالى جعل عيسى مِن ذريّة إبراهيم مع أنّه لا ينتسب إلى إبراهيم إلاّ بالأم ، فكذلك الحسن والحسين من ذريّة رسول الله ، وإنْ انتسبا إلى رسولِ الله بالأم وجب كونهما من ذريّته .(221)  

سورة التوبة

قولـه تعالى :

( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ.. ) .

*- قيل افتخر طلحة بن شيبة والعبّاس وعليّ ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه ، ولو أردتُ بتَ فيه . قال العبّاس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها .

قال عليّ بن أبي طالب : ( أنا صاحب الجهاد ) . فأنزل الله تعالى هذه الآية .(222)

سورة هود

قولـه تعالى :

( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) .

*- إنّ المراد – الشاهد – هو عليّ بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) .(223)

سورة الرعد

قولـه تعالى :

( إنّما أنتَ مُنذرٌ ولكلِّ قَوْمٍ هَادٍ )



*- المنذر النبيّ ، والهادي عليّ ، قال ابن عبّاس : وضع رسولُ الله صلّى الله عليه وآله يَده على صدره فقال :

( أنا المنذرُ ) ثمّ أومأ إلى منكب علي رضي الله عنه وقال :

( أنت الهادي يا عليّ ، بكَ يهتدي المهتدون من بعدي ) .(224)

سورة طه

قولـه تعالى :

(طـه...)



*- يُحكى عن جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( الطاء طهارة أهل البيت ، والهاء هدايتهم ) .(225)

سورة الحجّ

قولـه تعالى :

(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ...) .



*- روى قيس بن عبادة ، عن أبي ذر الغفاري ( رحمه الله ) أنّه كان يحلف بالله أنّ هذه الآية نزلت في ستّة نفر مِن قريش تبارزوا يوم بدر : حمزة ، وعليّ ، وعُبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة أبنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وقال عليّ ( عليه السلام ) :

( أنا أوّل مَن يجثو للخصومة بين يدي الله تعالى يوم القيامة ) .(226)  

سورة الأحزاب

قولـه تعالى :

( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) .

*- سُئل النبيّ ( عليه السلام ) كيف نُصلّي عليكَ يا رسول الله ؟ فقال :

( قولوا : اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّد ، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد ، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنّكَ حميدٌ مجيد ) .(227)

سورة غافر

قولـه تعالى :

( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ...)

*- عن رسول الله  أنّه قال : ( الصدّيقون ثلاثة : حبيب النجّار مؤمنَ آل ياسين ، ومؤمن آل فرعون الذي قال : ( أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ) ، والثالث عليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم ) .(228)

سورة الشورى

قولـه تعالى :

( قُلْ لا أسألُكم عَلَيهْ أجراً إلاّ المَودَّةَ في القُربَى...) .(229)

قال الرّازي : نقلَ صاحب الكشّاف عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه قال :

( مَن مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً ، ألا ومَن ماتَ على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له ، ألا ومَن ماتَ على حُبّ آل محمّد ماتَ تائباً ، ألا ومَن ماتَ على حبّ آل محمّد ماتَ مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومَن ماتَ على حبّ آل محمّد بشّره ملَك الموت بالجنّة ثمّ مُنكر ونكير ، ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّد يُزَف إلى الجنّة كما تُزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد فُتِح له في قَبرِه بابان إلى الجنّة ، ألا ومَن ماتَ على حبّ آل محمّد جعل اللهُ قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومَن ماتَ على حبّ آل محمّد ماتَ على السنّة ، ألا ومَن مات على بُغض آل محمّد مات كافراً ، ألا ومَن ماتَ على بغض آل محمّد لم يشم رائحة الجنّة ) .(230)

هذا هو الذي رواه صاحب الكشّاف ، وأنا أقول   (231): ولا شكَ أنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين كان التعلّقُ بينهم وبين رسولِ الله ( صلّى الله عليه وآله ) أشدّ التعلّقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر فوجب أنْ يكونوا هُم الآل .

وأيضاً اختلفَ الناسُ في الآل ، فقيل هُم الأقارب وقيل هم أُمّته ، فإنْ حملناه على القرابة هُم الآل ، وإنْ حملناه على الأُمّة الذين قبلوا دعوته فهم أيضاً آل ، فثبتَ أنّ على جميع التقديرات هُم الآل .(232)

وأمّا غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل ؟

فقد روى صاحب الكشّاف أنّه لمّا نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله مَنْ قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟

فقال : ( عليّ وفاطمة وأبناهما ) ، فثبتَ أنّ هؤلاء الأربعة أقارب النبيّ ، وإذا ثبتَ هذا وجَبَ أنْ يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ويدل عليه وجوه :

الأوّل :

قولـه تعالى : ( إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )

الثاني :

لاشكَ أنّ النبيّ كان يحبُّ فاطمة ( عليها السلام ) قال : ( فاطمة بضعةٌ منّي ، يؤذيني ما يؤذيها ) ، وثبت بالنقل المتواتر عن محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه كان يحبٌّ عليّاً والحسن والحسين ، وإذا ثبتَ ذلك وجَبَ على كلِّ الأُمّة مثله لقولـه : ( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ولقولـه تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) ولقولـه : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) ، ولقولـه سبحانه : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .(233)

الثالث :

إنّ الدعاء للآل مَنصِبٌ عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة وهو قولـه : اللهمّ صلِّ على محمد وآل محمّد وأرحم محمّداً وآل محمّد ، وهذا التعظيم لم يُوجد في حقّ غير الآل ، فكلّ ذلك يدلُّ على أنّ حبَّ آل محمّد واجب ، وقال الشافعي :

واهتِف بساكنِ خَيفها والناهِضِ

يا راكِباً قِف بالمُخصَّبِ مِن مِنىً

فيضاً كما نظم الفرات الفائضِ

سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى

فليشهد الثقلان أَنّي رافِضِي(234)

إنْ كانَ رفْضَاً حُبّ آلِ مُحَمَّدٍ  

سورة الأحقاف

قولـه تعالى :

( حَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً )



*- قال: دلّت الآية على أنّ أقلّ مدّة الحمل ستّة أشهر ؛ لأنّه لمّا كان مجموع مدّة الحمل والرضاع ثلاثون شهراً ، قال :

( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) ، فإذا أسقطتَ الحولين الكاملين وهي أربعة وعشرون شهراً من الثلاثين ، بقي أقل مدّة الحمل ستّة أشهر .

رُوي عن عُمر أنّ امرأة رُفِعت إليه ، وكانت قد ولدت لستّة أشهر ، فأمر برجمها ، فقال عليّ : ( لا رجم عليها ) ، وذكر الطريق الذي ذكرناه .(235) 

سورة الإنسان

قولـه تعالى :

( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا )(236)

*- ذكر الواحدي مِن أصحابنا في كتاب ( البسيط ) أنّها نزلت في حقّ عليّ ، وصاحب ( الكشّاف ) من المعتزلة ذكر هذه القصّة ، فروي عن ابن عبّاس رضي الله عنه : أنّ الحسن والحسين ( عليهما السلام ) مرِضا فعادهما رسول الله في ناسٍ معه فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرتَ على ولدك ، فنذر عليٌّ وفاطمة وفضّة ـ جاريةً لهما ـ إنْ برءا مِمّا بهما أنْ يصوموا ثلاثة أيّام فشفيا وما معهم شيءٌ فاستقرضَ عليٌّ مِن شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوِع مِن شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسةَ أقراص على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقفَ عليهم سائل فقال :

السلام عليكم أهل بيتَ محمّد ، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم اللهُ من موائد الجنّة ، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء وأصبحوا صياماً فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم ، فآثروه ، ووقف أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك ، فلمّا أصبحوا أخذ عليٌّ ( رضي الله عنه ) بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع ، قال :

( ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم ) وقام فانطلق معهم ، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبريل وقال : ( خذها يا محمّد ، هنّاك اللهُ في أهل بيتكَ ) فأقرأه السورة .(237)

سورة الكوثر

قولـه تعالى :

( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )

*- قال : الكوثر أولاده قالوا : لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على مَن عابه ( عليه السلام ) بعدم الأولاد ، فالمعنى أنّه يُعطيه نسْلاً يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قُتِل من أهل البيت ؟ ، ثمّ العالَم ممتلئ منهم ، ولم يبقَ مِن بني أُميّة في الدنيا يعبأ به ، ثمّ انظر كم كان فيهم مِن الأكابر مِن العلماء كالباقر ، والصادق ، والكاظم ، والرضا ( عليهم السلام ) والنفس الزكيّة .(238)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page