موضوع البرنامج:آيات الصائمين الحلقة (٢)
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٨/٢٤
السلام عليکم ورحمة الله، تقبل الله أعمالکم، ندعوکم الی استلهام حقائق الطريقة الفضلی في أداء فريضة الصوم من خلال التدبر معاً في هذا اللقاء بقوله عزّ من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ. فما الذي نستلهمه من هذا الخطاب الإلهي المقدس؟
جاء في تفسير کنز الدقائق قول المؤلف: وأما ما رواه البرقي [في کتاب المحاسن]، عن أبي الصادق في قول الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ حيث قال (عليه السلام): هي للمؤمنين خاصة، فمعناه أن المؤمنين هم المنتفعون بها أي بالعمل بهذه الفريضة.
لقد أجمع المفسرون علی أن معنی «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ» هو تشريع الصيام کفريضة واجبة ينتفع بها بالصورة المطلوبة من يلتزم بها وهو يؤمن بالله.
أن الفرائض أو الواجبات الشرعية هي الأعمال التي يعاقب الله تبارک وتعالی المکلف إذا ترکها تعمداً ودون عذر وبالطبع فإن الله عزوجل غنيٌ عن عباده وأعماله بالکامل، ولا ينتفع بشيء منها، فلماذا يعاقبهم علی ترک مالا ينفعه؟
الجواب هو: أن ذلک من مظاهر رحمته جل جلاله بعباده، ولکن کيف؟
من الثابت في المباحث العقائدية أن الله تبارک وتعالی لا يأمر الناس بأمرٍ إلا وفيه صالحهم ومنفعتهم، ولا يناههم عن شيء إلا وفيه أذاهم وضررهم والأعمال التي تمتاز بفوائد اساسية وعظيمة للإنسان لاغنی له عنها في مسيرته التکاملية أوجبها الله عزوجل عليها وأوعده بالمعاقبة علی ترکها لکي يکون هذا الوعيد دافعاً للإنسان للعمل بها والإنتفاع من برکاتها ولکي لا يتهاون في القيام بها ولا يستجيب لوساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء بترکها، ولو خشية من عقاب الله عزوجل، فأي مظهر للرحمة الألهية أوضح من هذا؟
وللصوم فوائد عظيمة يعرفنا بأهمها النبي الأکرم (صلی الله عليه وآله) وهو يتحدث عن آثار الإستجابة للأمر الإلهي الواردة في هذه الأية حيث يقول وهو الصادق الأمين: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان إحتساباً إلا أوجب الله له سبع خصال:
أولها: يذوب الحرام في جسده.
والثانية: يقرب من رحمة الله.
والثالثة: يکون قد کفر خطيئة أبيه آدم.
والرابعة: يهون الله عليه سکرات الموت.
والخامسة: أمان من الجوع والعطش يوم القيامة.
والسادسة: يعطيه الله براءةً من النار.
والسابعة: يطعمه الله من ثمرات الجنة.
______________________
المأخذ : arabic.irib.ir