وأما قول الحافظ: بأن النبي (ص) كان يحترم أصحابه ويكرمهم.
فلا ننكر ذلك... ولكن العلماء أجمعوا على أن احترام النبي للناس كان بسبب أعمالهم حتى أنه كان (ص) يقدر ويحترم عدل كسرى، و جود حاتم وهما كافران، فكان يحترمهما للعدل والجود.
وربما غضب (ص) على أحد أصحابه لذنب ارتكبه وقبيح فعله.
فاحترام النبي وتكريمه لأي شخص من الصحابة لا يدل على حسن عاقبة ذلك الشخص ولا يدل على أنه مورد احترام رسول الله (ص) إلى الأبد، بل يكون احترامه وتكريمه للأشخاص مرهونا بأعمالهم، فما داموا محسنين فهو يحترمهم، وإذا عصوا الله سبحانه وخالفوه ترك احترامهم وغضب عليهم.
فكان رسول الله (ص) يحترم أصحابه قبل أن يصدر منهم ذنبا أو خلافا لأن عقاب المجرم وإهانته قبل أن يرتكب جرما، يكون قبيحا وخلافا للعقل والشرع.
كما أن سيدنا الإمام علي (ع) كان يعلم بعلم من الله سبحانه وإخبار من رسول الله (ص) بأن ابن ملجم المرادي قاتله وكان (ع) يخبر أصحابه وشيعته بذلك، ولكن تركه وشأنه، فلم يسجنه ولم يحاصره ولم يضيق عليه، ولما أشار عليه بعض الناس أن يقتل ابن ملجم، قال (ع): لا يجوز القصاص قبل الجناية.
وروى ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 80 في أواخر الفصل الخامس من الباب التاسع:
أن عليا جاءه ابن ملجم يستحمله فحمله، ثم قال رضي الله عنه: أريد حياته ويريد قتلي غديري من خليلي من مرادي ثم قال: هذا والله قاتلي!
احترام النبي (ص) لأصحابه
- الزيارات: 3998