عمر بن الخطاب والفتوحات
قال العباسي: ان هؤلاء الشيعة يزعمون أنه لافضل لعمر وكفاه فضلاً انه فتح تلك الفتوحات الإسلامية.
قال العلوي: عندنا لذلك أجوبة:
أولاً: ان الحكام والملوك يفتحون البلاد لأجل توسعة أراضيهم وسلطانهم، فهل هذه فضيلة؟
ثانياً: لو سلّمنا أن فتوحاته فضيلة، لكن هل الفتوحات تبرّر غصبه لخلافة الرسول؟ والحال ان الرسول لم يجعل الخلافة له وإنما جعلها لعلي بن أبي طالب(عليه السلام)... فإذا أنت -أيها الملك- عيَّنتَ خليفة لمقامك، ثم جاء إنسان وغصب الخلافة من خليفتك وجلس مجلسه، ثم فتح الفتوحات وعمل الصالحات، فهل ترضى أنت بفتوحاته أم تغضب عليه، لأنه خلع من عيَّنته، وعزل خليفتك وجلس مجلسك بغير إذنك؟
قال الملك: بل أغضب عليه وفتوحاته لاتغسل جريمته!
قال العلوي: وكذلك عمر، غصب مقام الخلافة، وجلس مجلس الرسول بغير إذن من الرسول!
ثالثاً: ان فتوحات عمر كانت خاطئة وكان لها نتائج سلبية معكوسة، لأن رسول الاسلام(ص) لم يهاجم أحداً، بل كانت حروبه دفاعية ولذلك رغب الناس في الاسلام ودخلوا في دين الله أفواجا لأنهم عرفوا ان الاسلام دين سِلم وسلام، أمّا عمر فإنه هاجم البلاد وأدخلهم في الاسلام بالسيف والقهر، ولذلك كره الناس الاسلام واتهموه بأنه دين السيف والقوة، لادين المنطق واللِّين وصار ذلك سبباً لكثرة أعداء الإسلام، فإذن: فتوحات عمر شوَّهت سمعة الاسلام وأعطت نتائج سلبية معكوسة.
ولو لم يغصب أبو بكر وعمر وعثمان الخلافة من صاحبها الشرعي: الإمام علي عليه السلام، وكان الإمام يتسلم مهام الخلافة بعد الرسول مباشرة لكان يسير بسيرة الرسول ويقتفي أثره، ويطبّق منهاجه الصحيح، وكان ذلك موجباً لدخول الناس في دين الإسلام أفواجاً، ولكانت رقعة الإسلام تتسع حتى تشمل وجه الكرة الأرضية!
ولكن: لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
وهنا تنفّس السيد العلوي تنفساً عميقاً، وتأوّه من صميم قلبه وضرب بيد على أخرى أسفاً وحزناً على ماحلّ بالاسلام بعد وفاة رسول الله(ص) بسبب غصب الخلافة من صاحبها الشرعي: الإمام علي عليه السلام.