كلمة المؤسسة

لم تنعم البشرية عبر تاريخها الطويل بمثل ما أنعم الله عليها بالقرآن الكريم ، والذي أنزله تعالى على خير الورى محمّد المصطفى (ص)، تلك الهبة الإلهية التي انتسلت الإنسان من غياهب الظلمات الجهل والتخلف إلى نور العلم والحقيقة، إذ وجدت الإنسانية التائهة نفسها في ظل تعاليمه وتوجيهاته ومبادئه السامية، قال تعالى : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا من هنا جاء حثّ الشريعة الإسلامية على تعلّمه وتعليمه، والسير على نهجه وهداه، قال رسول الله (ص): «خيركم من تعلّم القرآن وعلمه» وعن علي (ع) قال: «... وتعلّموا القرآن، فإنّه أحسن الحديث، وتفقّهوا فيه فإنّه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره، فإنّه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته، فإنّه أنفع القصص» .

فتناولت الدراسات والأبحاث هذا الاُسلوب التربوي للقرآن الكريم، فكُتبت الكتب، وألّفت الدراسات، ومن بين تلك الدراسات الجادّة في هذا المضمار هي ما جاءت به قريحة الدكتور محمود البستاني وذلك في كتابه الماثل بين يديك والموسوم بـ : قصص القرآن دلالياً وجمالياً، حيث تناول قصص القرآن المجيد من زاويتين: الاُولى الزاوية الدلالية (الفكرية) بما تحمله القصة من أهداف أراد القرآن توصيلها إلى المخاطب، فتوسّل بالعنصر القصصي في تحقيق ذلك، بحكم كون القصة أشدّ تأثيراً على من يتوفّر عليها.

وتتمثل أهمية الكتاب كذلك بكونه تناول جميع القصص القرآنية عدا البعض منها، كما أنه اضطلع ببيان جانبي القصة من حيث الهدف والاُسلوب لتشمل الفائدة قطاعات واسعة من القرّاء بكلّ المستويات ، لأنّ الاقتصار على الهدف لا يدع للقارئ فرصة التعرف على الاُسلوب الإعجازي للقرآن، كما أن التركيز على الجانب الفني لا يسمح له باستيعاب الأفكار المطروحة.

ونحن إذ نشكر مؤلّفنا العزيز، كذلك نتقدّم بالشكر الجزيل والعرفان الجميل إلى كلّ من ساهم في إخراج هذا الجهد المبارك، ونخص بالذكر الأخ الفاضل علي الربيعي، ونرجو من الله العليّ القدير أن يتقبّل منّا هذا القليل ويعفو عن كثير إنّه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

مؤسسة السبطين (عليهما السلام) العالمية

يوم المبعث النبويّ الشريف

27 رجب المرجّب 1425 هـ . ق

» قراءة " قصص القرآن الکریم دلالیاً و جمالیاً (الجزء الاول) " في الموقع » نتاجات المؤسسة